استنكرت دول مجلس التعاون الخليجي، المحاولات الإيرانية الهادفة إلى "تسييس" فريضة الحج، واستغلالها للإساءة إلى المملكة العربية السعودية. وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف الزياني، إن "دول المجلس تستنكر موقف إيران الرامي إلى تسييس فريضة الحج، من خلال وضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق نهائي ينظم قيام الحجاج الإيرانيين بأداء الحج للموسم المقبل".
وأضاف الزياني في بيان وزعته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن "دول مجلس التعاون تدعو المسؤولين الإيرانيين إلى أن يدركوا أن فريضة الحج فريضة دينية مقدسة لدى جميع المسلمين ولا ينبغي ربطها بالمواقف والخلافات السياسية بين الدول".
وبيّن أن دول الخليج "تطالب الجهات المختصة في إيران بالتعاون مع الجهات الرسمية في السعودية، المسؤولة عن تنظيم موسم الحج، حتى يتاح للحجاج الإيرانيين أداء فريضتهم باطمئنان وسلام مع أشقائهم من مسلمي العالم".
وعبّر الزياني عن تقدير دول المجلس، والعالم الإسلامي للجهود الكبيرة والتسهيلات العديدة التي تقدمها الحكومة السعودية من أجل رعاية الحجاج والمعتمرين والزائرين للأماكن المقدسة، انطلاقا من واجبها ومسؤوليتها في خدمة الحرمين الشريفين.
وجاء موقف دول مجلس التعاون الخليجي ردًا على مزاعم كان أطلقها رئيس مؤسسة الحج والزيارة الإيراني سعيد أوحدي أعلن الخميس ، قال فيها إن "بلاده تسعى لأداء مناسك الحج، لكن مع الحفاظ على عزة وكرامة الحجاج". وأضاف خلال لقاء مع وزير الثقافة والإرشاد الايراني علي جنتي، أن "حجاج بيت الله لديهم حقوقهم، ومن هذه الحقوق، استخدام الشركات الجوية الإيرانية للتوجه إلى جدة، لكن السعوديين يرفضون توجههم عن طريق الطائرات الإيرانية"، حسب وكالة "إيرنا".
واشار أوحدي الى أن "مصير الحصول على التأشيرة لا يزال غامضا، كما لم يتم التوقيع على اتفاقية لإسكان الحجاج وتقديم الخدمات الغذائية والطبية، ولم يسمح للفريق الطبي الإيراني بالمشاركة في المفاوضات بالسعودية".
وزعم أن "السعوديين وضعوا شروطا صعبة، لكننا واجهناهم ووضعنا 4 شروط، ومن حق حجاجنا أن يتوجهوا إلى السعودية لأداء مناسك الحج بعزة، الحاج الإيراني لا يذهب إلى الحج بذل وهوان". وأشار أوحدي إلى مقتل أكثر من 7 آلاف حاج من دول العالم المختلفة العام الماضي، "لذا فإن الحجاج يريدون التأكد من توفر الإجراءات الأمنية قبل التوجه إلى السعودية، لكن موقف السعودية كان استعلائيا مع إيران".
وسبق ذلك أن نفت وزارة الحج والعمرة في السعودية، منعها الإيرانيين من أداء الحج والعمرة، وأكدت أن طهران هي من تمنع مواطنيها من أداء العمرة، وهي من رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات موسم الحج القادم.
وقالت الوزارة في بيان أصدرته إنها "لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج".
وأوضحت أن طهران أصرّت على تلبية مطالب من بينها "تضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي".
واعتادت المملكة العربية السعودية أن تصدر سنوياً، تحذيرا لحجاج إيران من إقامة مراسم يطلقون عليها "البراءة من المشركين". وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، روح الله الخميني، حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأمريكا" و "الموت لإسرائيل"؛ باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
ويعتبر هذا الإعلان عند الخميني واجبا عباديا سياسيا، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية التي بدونه "لا يكون الحج صحيحاً".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر