دمشق - نور خوام
شنت القوات الحكومية السورية، مدعومة بمقاتلين من "حزب الله" اللبناني، هجومًا عنيفًا، فجر الأرعاء، في اتجاه القرى التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة، أواخر أغسطس / آب الماضي. وقال مصدر ميداني في القوات الحكومية إنه تقرر البدء في عملية عسكرية واسعة، بغية توسيع نفوذ الجيش في ريف حماة الشمالي، واستعادة القرى التي خسرها، وبالتالي تأمين مدينة حماة. وخسرت القوات الحكومية، في نهاية آب، العديد من المدن والبلدات الاستراتيجية، شمال مدينة حماة، ومن أهمها صوران، وحلفايا، وطيبة الإمام، وعشرات القرى المنتشرة في محيطها، إضافة إلى خسارتها مقر اللواء 87، التابع للفرقة 11، ومقتل قائده اللواء، علي خلوف، الذي يعد واحدًا من عشرات العناصر الحكومية الذين قتلوا في معارك حماة.
وذكر المصدر أن القوات البرية بدأت بالزحف في اتجاه بلدة معردس، في محاولة لاستعادتها، كهدف ذي أولوية، كونها تشكل نقطة الوصل بين تجمعات القرى في الريف الشمالي. وبيّن أن اشتباكات ضارية تدور بين القوات الحكومية وفصائل "جيش الفتح"، في محيط القرية، حيث يستميت مسلحو المعارضة في الدفاع عنها، نظرًا لقربها من جبل "زين العابدين"، المشرف على مدينة حماة. واستقدمت القوات الحكومية، الأسبوع الماضي، تعزيزات كثيفة إلى ريف حماة، تمهيدًا لهجومها، حيث قال مصدر عسكري، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن القوات الحكومية نقلت مئات العناصر من منطقة الزبداني المحاصرة، في ريف دمشق الغربي، إلى ريف حماة الشمالي.
وأكد المصدر أن الطيران الروسي يشارك في العملية العسكرية، الأربعاء، ويؤازر القوات البرية مقاتلون من الدفاع الوطني، و"حزب الله" اللبناني، إضافة إلى مجموعات من "صقور الصحراء"، تم سحبها من ريف اللاذقية الشمالي. ولم يعلن الجيش السوري رسميًا انطلاق عمليته العسكري، بل اكتفى بنشر تصريح لمصدر عسكري أكد فيه مقتل وإصابة العشرات من "جيش الفتح"، وتدمير عدد من المقار والآليات المزودة برشاشات، بضربات جوية مركزة، في الزكاة، واللطامنة، وطيبة الإمام، وصوران، ومحيط معردس، وزور الطيبة، وزور أبو زيد، وتل بزام، وحر بنفسه، وشمال كفر زيتا، في ريف حماة.
وذكرت مصادر في المعارضة السورية أن طائرة حربية سورية تحطمت قرب دمشق، الأربعاء، لكن لم يتضح إن كانت أُسقطت أم تحطمت بسبب عطل فني، فيما استهدفت عشرات الغارات، ليلاً، مدينة حلب ومحيطها، ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي. وأوضحت المصادر أن الطائرة تحطمت في منطقة القلمون الشرقي، القريبة من العاصمة السورية، ولم يُعرف مصير الطيار. ومن جانبه، أعلن تنظيم "داعش"، في بيان له، إسقاط طائرة حربية تابعة لسلاح الجو السوري في القلمون الشرقي، شمالي دمشق.
ومن جهة أخرى، قتل 14 شخصًا، معظمهم من الكوادر الطبية، بينهم مسعفون وأطباء وسائقون، جراء غارات حربية على بلدة خان طومان، في ريف حلب الجنوبي، حسبما أكدت مصادر طبية, واستهدفت عشرات الغارات مدينة حلب ومحيطها، ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي، وذلك بعد يومين من انهيار الهدنة في سورية.
ولفتت المصادر إلى تنفيذ طائرات حربية سورية وروسية عشرات الغارات، مساء الثلاثاء، على مدينة حلب وأطرافها الجنوبية الغربية. واستهدفت أكثر من 100 غارة مدينة حلب وريفها، بعد منتصف الليل، وحتى ساعات الفجر، فيما لم تتوقف الغارات إلا بعد أن بدأ هطول الأمطار بغزارة، صباح الأربعاء. وأدى القصف، بعد منتصف الليل، على حي السكري، في شرق مدينة حلب، إلى تدمير مبنى من ستة طوابق بالكامل، ما أسفر عن مقتل شخصين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر