بغداد - نجلاء قباني
أشاد رئيس هيئة أمانة شبكة الإعلام العراقي، علي شلاه، بمشاركة وفد العراق في مونديال القاهرة للفنون والإعلام العربي، بعد أن خاضت المسابقة بـ10 أعمال وفازت في 9 منها، وحصلت على درع التميز، مؤكدًا أن المشاركة الوطنية كانت الأكثر نجاحًا؛ لأنها بنيت على قاعدة فكرية وثقافية وحضارية، وهذا يؤكد البصمة الثقافية للعراق ويؤكد أهمية حضور العراق عربيًا.
وأوضح شلاه، في حوار خاص مع "العربي الجديد "، وجود فهم خاطئ لطبيعة عمل الشبكة، وأنها ليست بالضرورة أن تكون قناة معارضة بل تعمل لصالح الشعب دون اعتماد مبدأ التهييج الطائفي بل نقل الصورة بشكل يومي للعراقيين، وأنها لا تهتم بالأصوات النشاز التي تحاول جلب أصوات عن طريق إثارة الأحداث السياسية والعسكرية التي مرتّ بها البلاد أثناء فترة معينة، وفي هذه الفترة تم تأسيس قناة الإخبارية الخاصة لمتابعة الأحداث الجارية، ولكن البعض مازال يتابع القناة العامة، وفي هذه القناة من الطبيعي أن تكون هناك دراما ورياضة وثقافة، ويعتقدون أن هذه القناة هي المعنية بالأحداث ولذلك تكونت لديهم هذه الصورة الخاطئة، مضيفًا أن الشبكة تواجه مشاكل عدة، ومنها مشكلة رواتب العاملين في أكثر من 50 قناة، مؤكدًا أنهم سيتجاوزون هذه الأزمة المالية قريبًا.
وأشار إلى أن المعركة ضد تنظيم داعش أخذت منحى إعلاميًّا، فقد استولى على الكثير من المناطق بفعل الشائعات، ولديه جيش كبير يعمل في المؤسسات الإعلامية العربية والغربية والعنكبوتية، مضيفًا أن الإعلام العراقي يواجه مخططات لقنوات بموازنات دول كبيرة، وكان على الإعلام الوطني أن يؤمن بالقضية العراقية؛ لأن البعض انساق وراء داعش في البداية وبعدها التقط الأنفاس وأخذ يتعامل بمهنية عالية، وبدأت المكانة الجهنمية الإعلامية التي تمتلكها داعش في إرعاب الشعب العراقي، بما تعرضه من مقاطع للقتل والخوف ثم أصبح الأمر طبيعيًا ولا يُخيف، فقد أصبحت القنوات الفضائية الاّن تلعب دورًا كبيرًا في مجال الصمود العراقي، وبعد المعارك الأخيرة هناك انطلاقة جديدة للإعلام العراقي، ولكن ليست بالمستوى المطلوب؛ لأن العدو استخدم وسائل حديثة وأعدادًا كبيرة جدًا وإمكانات غير محدودة.
وبشأن الإجراءات الرادعة للقنوات الفضائية العراقية التي تجاوزت العمل المهني وكانت لها مواقف سلبية من القضايا العراقية، ذكر شلاه أن هذا عمل هيئة الإعلام والاتصالات ضمن الدستور العراقي، والمشكلة أنه لا توجد شكوى وإذا وجدت تتخذ الإجراءات الرادعة، وستهاجم من قِبل الكثيرين، مضيفًا: أتذكر في حادث معين قدمت الهيئة الإنذارات لبعض القنوات وقد عّدها البعض تصرفًا غير ديمقراطي، والبعض يعتقدون أن ما يفعلونه في هذه القنوات هو جزء من الحرية، في حين أن هذا محرم في كل الدول، وأستطيع القول أن هذا الشيء أصبح أقل عّما كان العام الماضي أو قبل الماضي، وبعض القنوات أُغلقت والبعض بدأت تغيير منهجها، ومع انحسار داعش ستجد نفسها في حيرة لاسيما مع قرارات مجلس الأمن الأخيرة، وهذا يساعدنا كثيرًا كعراقيين على أن نعرف العالم إن هذا التنظيم متطرف.
وأضاف أنه في موازنة العام 2016 خصصت موزانة لشبكة الإعلام العراقي فيها رواتب العاملين والعقود أقل مما كانت في السابق، وعلى الرغم من ذلك عملت لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية على إنهاء الأزمة، وفي مجال الصحف تحرص الشبكة على فتح قنوات الاتصال والتعاون مع الصحف في مجال الطبع في مطبعة الشبكة، وبعد فتح خط الصحف فالشبكة مستعدة لطبع الصحف وبسعر التكلفة فقط.
ونوَّه إلى أنه في مطبعة الشبكة يعمل الآن خط الصحف فقط ومن المؤمل قريبًا أن يفتح خط الكتب مطلع العام المقبل، وبعد افتتاح الخط يأمل بأن تكون هناك اتفاقات بطبع الكتب لاسيما لجهات حكومية، ومنها طبع المناهج الدراسية بكافة المراحل في وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، رغم وجود قرار وزاري يجبر الوزارات على الطبع في مطابع الدولة، والشبكة ستفتح خط الكتب في المطبعة نيسان/أبريل المقبل.
وأوضح شلاه أن وزير التربية متعاون جدًا في هذا المجال، وأن الشبكة جاهزة لطبع مناهج وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وباقي الوزارات، مؤكدًا وجود تعهد من الوزير للتعامل مع مطبعة الشبكة، وفي حال ذلك ستلجأ إلى مجلس الوزراء للتدخل في هذا الأمر، لاسيما أن الطبع سيكون بسعر التكلفة مع هامش ربح وبمواصفات جيدة.
وبشأن تقييمه لجنة الثقافة والإعلام في هذه الدورة، بعد أن عمل سابقًا رئيسًا لهذه اللجنة، قال إن كل دورة لها سماتها وأنه من خلال تواصله المستمر مع زملائه في اللجنة وجد لديهم الرؤيا ذاتها لإنجاز واجباتهم الملقاة على عاتقهم وإنجاز القوانين المطلوبة، مثل قانون شبكة الإعلام ولكنهم حوكمو بضيق الجانب المالي وأدى إلى عدم قدرتهم على إتمام طموحاتهم، ولكن الجوانب الثقافية تعاني مما يعاني منه البلد من باب الأزمة المالية وهم لديهم إصرار على المضي قدمًا على الرغم من كل هذه المعوقات والمشاكل.
واختتم حديثه بأنه عندما وصلت دعوة من الجانب المصري إلى الشبكة، كانت لديها مشكلة وقرر الأعضاء سابقًا تضييق المشاركات إلا الضرورية منها، لذلك تم تشكيل وفد وعلى نفقتهم الخاصة لغرض المشاركة باستثناء مشاركة الأعمال فقد دفعت الشبكة مبلغًا رمزيًا للجانب المصري، وبالتعاون مع اتحاد المنتجين العرب تم تنظيم أمسية عراقية– مصرية ضد التطرف من دون مقابل، وأن العراق له ثقله وفي هذه الملتقيات، وشاركت الشبكة في 10 أعمال فازت في 9 منها وحصلت على درع التميز، في حين أن الكويت والسعودية مثلاً قدمتا مشاركات كبيرة ولم تحصلا على النجاح، حتى إن البعض حاول تقليد العراق في هذه الأمسية ولكنهم لم يفلحوا في ذلك، فالمشاركة العراقية كانت الأنجح لأنها بنيت على قاعدة فكرية وثقافية وحضارية، وهذا يؤكد البصمة الثقافية للعراق ويؤكد أهمية حضور العراق عربيًا.
وتضم شبكة الإعلام العراقي مجموعة من المؤسسات الإعلامية منها "العراقية العامة، والعراقية نيوزو، والقناة الرياضية، والتركمانية، وإذاعة العراقية، ومعهد التدريب الإعلامي" وكوادر عراقية مهنية متميزة استطاعت أن تترك بصمة إبداع وتألق وحضور كبير لدى المشاهد العراقي، بعد أن جعلت المصداقية والجرأة عنوانًا لها في العمل.
والبعض التبست عليه الصورة وبات يتهمها بعدم الحيادية والمهنية، والتعامل مع الاحداث بازدواجية، وعدم وضع المشاهد في خضم هذه الأحداث، ورغم ذلك حصدت الشبكة 21 جائزة، في مونديال القاهرة للفنون والإعلام العربي، توزعت بين الدراما التلفزيونية والبرامج الفنية والمسلسلات والبرامج الإذاعية، كما استطاعت الشبكة تحقيق طفرة في الإعلام العراقي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر