لندن - ماريا طبراني
كشفت معلومات عن قيام شبكة "فوكس نيوز" بتطهير نفسها بعد الإطاحة بالرئيس التنفيذي السابق روجر أليس بسبب مزاعم الاعتداء الجنسي، فضلا عن انتشار حالات خوف بين الموظفات أسبوعيا بشأن تورط كبار المسؤولين في نشر ثقافة كراهية النساء والتحرش، بالاضافة الى تذمر جمهور المحطة منها. وقام روبرت مردوخ الجمعة بإنشاء رئاسة جديدة مشتركة والتي تقاسمها منذ فترة طويلة مع أليس الذي ورط الشبكة في مسألة الاعتداء الجنسي ورئيس التلفزيون المحلي جاك أبرثني. وأصبح الإثنان تحت التصرف حاليًا، وسيكون الخلف الحقيقي لأليس هو من يعمل على مكافحة مزاعم الاعتداء وينفي المخالفات بشدة، وهناك عدة مرشحين مثل رئيس التحرير التنفيذي جون مودي، ورئيس الأخبار جاي والاس، ومن الخارج رئيس CBS ديفيد رودس، ولكنَّ أيا من سيكون منهم الرئيس لن يكون لديه شيء قريب من سلطة الرئيس الذي له تأثير كبير على "فوكس نيوز".
وتقول جين هال المساهمة السابقة في "فوكس" وأستاذة الدراسات الاعلامية في الجامعة الأميركية " لا أتوقع منهم إجراء تغيير كبير في تغطيتهم، إنها معادلة ناجحة للغاية"، وتعد فوكس وحشًا للمال حيث تضخ أكثر من بليون دولار من الأرباح سنويا، وتمثل "فوكس نيوز" نحو 20% من أرباح 21st Century Fox وهي الوحدة الأكثر ربحية في الامبراطورية الإعلامية، ولعل هذا هو السبب أن أشقاء مردوخ لاكلان وجيمس ليسا من مشجعي أليس، فيما أوضح المستثمرون أنه ليس لديهم نية للإصلاح دون براعة في الشبكة لصناعة الأموال.
وأوضح موظفون سابقون أن "فوكس نيوز" آلة لكسب المال تعمل بنفس طريقتها وتجني الأرباح حتى بعد عهد أليس، وأفاد جو موتو الذي عمل كمنتج لدى نجم "فوكس" بيل أوريلي لمدة 8 سنوات " يمكن أن تعمل الشبكة لمدة سنوات اعتمادا على الذاكرة المؤسسية، أليس اراد أن يكون ناجحا وقويا واراد أن يفرض أيديولوجيته، لكني أعتقد أن مردوخ أقل ايديولوجية لكنه سيخضع لما يجلب له المال ".
وتكمن الفكرة في أن الرئيس التنفيذي الجديد يمكن أن يوجه فوكس إلى شركة أقرب إلى "سي إن إن" أو "نيوز ماكس"، ويفترض أن دافع الربح لن يقود واحدة من أكبر التكتلات الإعلامية على هذا الكوكب، إنها فقط لا تهيمن على معدلات المشاهدة لكنها تعد جزءًا من النظام الأميركي الإعلامي الذي تأتي معظم أمواله من رسوم النقل التي تدفعها شركات الكابلات، وهناك فرصة كبيرة هذا الخريف بأن الناخبين سيمنحون "فوكس" هدية ممثلة في وجود هيلاري كلينتون في البيت الأبيض، وهو ما يمنح الشبكة دورها في المعارضة المخلصة في مقابل الليبرالية الطاغية، وسيكون ذلك فرصة لعودة مناخ كلينتون الذي وضع فوكس على الخريطة ثانية في فترة التسعينات، وتابع موتو " أعتقد أن رئاسة هيلاري ستضمن للشبكة الحفاظ على اتجاهها اليميني لبضع سنوات حتى عند وضع أشقاء مردوخ في السلطة ".
وأضاف إذا فاز ترامب ستمر الشبكة بوقت أصعب لأنها الشبكة تعمل بشكل أفضل في ظل الحكم الديمقراطي، وصحيح أن الشبكة أصبحت رقم 1 في ولاية بوش الأولى وكان هذا مدفوعا بدراما هجمات 11/9 دون شك، وغزو أفغانستان وحرب العراق، ، وتابعت هال " لا أعرف كيف لعبت الشبكة بهجمات 11/9 وحرب العراق"، واردف موتو " أعتقد أن فوز بوش كان انتصارا للشبكة ولكن تحول الأمر سريعا حيث بدأت الحرب تسير بشكل سيء وحدث اعصار كاترينا، وكان هناك شعور عام بالعذاب في الشبكة بين اعصار كاترينا وعند اشتداد الانتخابات التمهيدية 2008".
وانخفض معدلات مشاهدة فوكس بين عامي 2006 و2007 إلى 1.4 مليون مشاهد من 1.7 مليون مشاهد قبلها بعام واحد وفقا لنليسن، وارتفعت المشاهدة بحلول 2008 إلى 2 مليون مشاهد، وزاد العدد إلى 2.2 مليون مشاهد عام 2009، وانخفضت شعبية الشبكة في النصف الثاني من ولاية أوباما الثانية، إلا أن نظام كلينتون ربما يساهم في إشعال القاعدة، وأردفت هال " ربما يستمرون في مهاجمة عيوب بيل كلينتون من خلال هيلاري، وإذا فازت هيلاري أعتقد أنهم سيلاحقونها باعتبارها اشتراكية، وسيلاحقونها أيضا بشكل شخصي، إنها أفضل كثيرا لهم"، وبين موتو أن أسوأ شيء يمكن أن يحدث للشبكة هو انتخاب ترامب لأن احتمال خدمة مصالحة لمدة 4 أو 8 سنوات غير وارد، وربنا تحاول فوكس وفريندس التعامل مع الأمر بأقصى جهدها ولكن عندما يهاجم ترامب آباء أبطال الحرب لن تدافع فوكس عن ذلك لمدة طويلة".
وتعاني فوكس من مشكلة أكثر واقعية ممثلا في ندرة الأجيال، حيث يمثل من تتراوح أعمارهم بين 25-54 عاما 17% فقط من جمهورها، كما أن المحافظين الشباب أقل اهتماما بالتجنيد للقتال في “war on Christmas”، كما يتناقص وجودها الرقمي لتعزيز الجمهور الأصغر سنا، ومن بين المنافسين مثل "سي إن إن" و"ياهو" و"باز فيد" و"هافنغتون بوست"، وجاءت فوكس العام الماضي في المرتبة الثالثة في مشاهدة المنصات المتعددة، وفي المركز السادس في بث الفيديوات، وتراجعت في وسائل الاعلام الاجتماعية، وتحصل فوكس على وضع جيد على "فيسبوك" إلا أن ذلك يعود إلى العلامة التجارية بدلا من اتباع استيراتيجية متعمدة أو إقامة شراكة مع الموزعين الناشئين مثل "سناب شات".
وتابع موتو : " تبدو المنصة الرقمية وكأنها ليست جزءًا من الاستيراتيجية، وركزت الشبكة على التصنيف فقط بشكل قصير النظر، وإذا أرادوا جذب الشباب فعليهم توظيف بعض المواهب الجديدة التي تعرف كيف تفعل ذلك، ومن المحير أن الشبكة بالعفل تمتلك مراسلين موهوبين، وترغب الناس في الحصول على السبق الصحفي فيمكن نشره على "تويتر" ثم نشر مقال ينتشر بشكل كبير، لكنهم حقا لا يفعلون ذلك، أصبحت "سي إن إن" نموذجا في فعل ذلك"، وأعتقد أن روجر أراد مقاومة تقليدهم حتى اعترف أنهم يفعلون شيئًا جيدا"، وربما تستطيع "فوكس نيوز" اللحاق بالركب بعد رحيل أليس واحتمالية أن تصبح هيلاري كلينتون رئيسة البلاد، ولم تستجب المحطة للتعليق.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر