سمرقند - اليمن اليوم
حمل الأقارب والأصدقاء جثمان كريموف المكفن إلى قبر مجاور لقبر والدته قرب مسجد "حضرة حزير" والذي يعود إلى القرن التاسع عشر في مجمع "شاه زنده" أي "الملك الحي" في شمال شرق سمرقند. ويعد دفن كريموف في هذه المقبرة استثناء، إذ لم يتم دفن أحد في تلك المنطقة التاريخية منذ 20 سنة.
قد يثير اسم "الملك الحي" الذي أطلق على مجمع أضرحة لملوك ونبلاء سمرقند، (تعود إلى الفترة بين القرن الحادي عشر إلى القرن التاسع عشر)، الاستغراب، لكنه مرتبط بشكل مباشر بتاريخ وصول الديانة الإسلامية إلى سمرقند.
ويعود أول ذكر لمنطقة "الملك الحي" إلى القرن التاسع، وتربط أسطورة محلية هذا الاسم بمصير قثم بن العباس بن عبد المطلب، ابن عام النبي محمد (ص)، والذي تولى نيابة المدينة في أيام علي، وشارك في فتح سمرقند وقتل ودفن فيها. لكن سكان سمرقند يعتبرون أن قثم لم يقتل بل أصيب بسهم، وتمكن من الاختفاء في شق ظهر فجأة في إحدى الصخور، وما زال يعيش داخل الصخرة حتى يومنا هذا.
ويضم المجمع التاريخي المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ضريحا قيل أنه شيد فوق قبر قثم بن العباس، يعود إلى عام 1334 (الزخارف داخل الضريح تعود إلى القرن الخامس عشر)، وأكثر من 20 ضريحا ومبنى تعود إلى الفترة ما بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر، وإلى القرن التاسع عشر.
ولم تبق من الأضرحة القديمة (التي تعود إلى ما بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر) سوى قواعدها والقبور، أما هياكل المباني فتمت إعادة بنائها في القرون اللاحقة. وأغلبية الأضرحة في هذا المجمع مزخرفة بثراء ببلاطات الخزف فيروزية أو زرقاء اللون.
يذكر أن كريموف ولد يوم 30 يناير/كانون الثاني عام 1938 في سمرقند. ويكتنف الغموض السنوات الأولى من حياته، إذ عرف أنه قضي سنوات عدة بدءا من عام 1941 في دار أيتام بسمرقند على الرغم من أن والديه كانا على قيد الحياة.
وبدأ كريموف مسيرته المهنية في أحد مصانع طشقند كمهندس. وفي عام 1966 انتقل للعمل في لجنة التخطيط التابعة لحكومة جمهورية أوزبكستان السوفيتية، حيث بدأت مسيرته الحزبية والسياسية، حتى وصل إلى منصب وزير المالية في أوزبكستان في الفترة 1983-1986، وإلى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في أوزبكستان في عام 1986. وفي عام 1989 تولى كريموف منصب السكريتير الأول للجنة المركزية التابعة للحزب الشيوعي الأوزبكستاني، وتولى منصب رئيس جمهورية أوزبكستان السوفيتية يوم 24 مارس/آذار عام 1990. وعلى الرغم من أن كريموف عارض في البداية خروج الجمهورية من قوام الاتحاد السوفيتي، كانت أوزبكستان أولى جمهوريات آسيا الوسطى التي أعلنت عن استقلالها إثر بدء عملية تفكك دولة الاتحاد. وفي الانتخابات الرئاسية التي جرت بعد استقلال أوزبكستان، فاز كريموف على منافسه الوحيد بحصوله على 86% من الأصوات، وظل في هذا المنصب على مدى السنوات الـ25 الماضية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر