اوقف عدد من الناشطين الصينيين او اخضعوا لمراقبة الشرطة السبت في ذكرى القمع العنيف لحركة المطالبة بالديموقراطية في ساحة تيان انمين في 1989 في الرابع من حزيران/يونيو الذي اكدت صحيفة رسمية انه "يوم عادي" لمعظم الصينيين.
وقالت المنظمة غير الحكومية الصينية ويكوانوانغ ان ستة من ناشطي الدفاع عن حقوق الانسان بينهم الشاعر ليانغ تايبينغ اوقفوا الخميس من قبل شرطة بكين بعد تنظيمهم مراسم في ذكرى الرابع من حزيران/يونيو.
ويشتبه بان هؤلاء "سببوا مشاجرات ودبروا اضطرابات"، حسب المنظمة نفسها التي تحدثت عن "فقدان" ناشط آخر في الايام الاخيرة.
وبعد ثلاثة عقود على تظاهرات الطلاب في تيان انمين، ما زال النظام الشيوعي يمنع اي نقاش حول هذه المسألة التي لا يرد ذكرها في الكتب المدرسية ولا في وسائل الاعلام وتفرض عليها رقابة صارمة على الانترنت.
وكما حدث في السنوات الماضية فرضت مراقبة امنية صارمة على منظمة "امهات تيان انمين" التي تضم الاهالي الذين فقدوا ابناء خلال القمع الدموي للتظاهرات.
وقال جانغ تشيانلينغ الذي قتل ابنه البالغ من العمر 19 عاما في هذه الحوادث، لوكالة فرانس برس انه توجه السبت الى مقبرة في بكين مع نحو عشرة من الاهالي لزارة قبور ابنائهم وسط مراقبة صارمة من قبل الشرطة.
واضاف "نحن مراقبون منذ الاسبوع الماضي (...) كان هناك حوالى ثلاثين شرطيا (يرتدون ملاس مدنية) في المقبرة".
اما دينغ زيلين (79 عاما) مؤسسة منظمة "امهات تيان انمين" فتخضع لمراقبة مشددة بعدما قطعت الشرطة هاتفها، كما ذكرت وسائل اعلام في هونغ كونغ.
وعند محاولة الاتصال بها هاتفيا، تبث رسالة صوتية تقول ان "صاحب الرقم الذي تتصل به لا يملك حق استقبال اتصالات".
وكانت هذه المنظمة وجهت هذا الاسبوع رسالة مفتوحة نشرتها منظمة "المدافعون عن حقوق الانسان في الصين" (تشاينا هيومن رايتس ديفندرز) وتميزت بلهجة قاسية.
وقال عشرات من موقعي الرسالة "بالنسبة لعائلات الضحايا، كانت 27 سنة من الرعب والاختناق (...) الشرطة تراقبنا وتتنصت علينا واجهزة الكمبيوتر التي نملكها تصادر".
واضافوا ان "الحكومة تجاهلتنا مدعية ان مجزرة الرابع من حزيران/يونيو لم تحدث، لكن الحقيقة في صفنا".
- "لا ضرورة لنقاش اضافي" -
من جهته، قال شين غوانغ الجندي السابق الذي اصبح فنانا لفرانس برس ان عددا من رجال الشرطة والامن المدني قاموا بزيارته في الاسابيع التي سبقت الرابع من حزيران/يونيو ومرة لساعات الجمعة.
واضاف ان ذلك يشكل تحذيرا، مشيرا الى انه اوقف في 2014 لشهر واحد بعدما قدم عرضا فنيا يكرم ضحايا تيان انمين.
وكتبت صحيفة غلوبال تايمز السبت "بالنسبة للصينيين، الرابع من حزيران/يونيو يوم عادي. الحادث اصبح من التاريخ". واضافت ان "معظم الصينيين يوافقون على فكرة انه ليس من الضروري اجراء اي نقاش اضافي (...) وكثيرون من الذي عاشوا الحدث او يعرفونه (...) يريدون تركه وراءهم".
ولم تذكر وسائل الاعلام الصادرة باللغة الانكليزية اي كلمة عن ذكرى تيان انمين. اما محرك البحث بايدو الاوسع انتشارا في الصين فلا يقدم اي جواب على طلب البحث "4 حزيران/يونيو". وكذلك لا يمكن قراءة اي رسالة او تدوين يتضمن اسم تيان انمين على شبكة ويبو للرسائل القصيرة.
وقالت "غلوبال تايمز" ان "الضجة التي تثار كل سنة حول حادث الرابع من حزيران/يونيو ليست سوى فقاعة ستنفجر".
وكما يحدث في كل سنة، نظم تجمع كبير الجمعة في هونغ كونغ تكريما لضحايا القمع في 1989 بينما احيا برلمان تايوان للمرة الاولى ذكرى الحدث.
من جهتها، طلبت الولايات المتحدة الجمعة من الصين السماح بتجمعات سلمية لاحياء مراسم الذكرى لكنها طالبت في القوت نفسه سلطات بكين "بحصيلة كاملة" للضحايا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر