واشنطن - يوسف مكي
يحتاج الكثيرون إلى الحصول على الدواء بشكلٍ منتظم. ولكن تناول الكثير من الأقراص يومياً يمكن أن يتسبب في الشعور بالآلام. ومع ذلك، كشف الباحثون عن أقراص مطبوعة ثلاثية الأبعاد قد تحل محل كافة الأقراص التي يتم تناولها على مدار اليوم، بحيث يتم تخصيص هذه الأقراص لكل مريض على حدة مع تصميمها لتحرير المادة الفعالة في الوقت المناسب من اليوم.
فبإستخدام برمجيات حاسوبية، يقوم المتخصصون بتشكيل نماذج مخصصة للمادة الفعالة التي يراد تحريرها، والتي يتم طباعتها بعد ذلك عبر طابعة ثلاثية الأبعاد بإستخدام "البوليمرات". وتوفر الوسائل الأخرى في إنتاج الأقراص الدوائية والتي تستخدم الطابعات ثلاثية الأبعاد المرونة اللازمة، ولكنها أيضاً تواجه العديد من القيود مثل خروج جرعة صغيرة بشكل غير مستمر. كما تم التوصل أيضاً إلى خروج جرعاتٍ كبيرة في البداية، وهو ما يؤدي على المدى الطويل إلى ضعف تأثير الأدوية في نظام المريض.
ويقول الباحثون في جامعة سنغافورة الوطنية بأن وسيلتهم الجديدة بسيطة من الناحية التقنية، وغير مكلفة إلي جانب تميزها بالتنوع. بحيث يمكن للمتخصصين إستخدام الإعدادات الفردية بما يسمح لهم تخصيص الأدوية حسب الطلب. وأوضح الأستاذ المساعد في الهندسة الكيميائية والبيولوجية في جامعة سنغافورة الوطنية سيو سوه ينغ الذي قام بتطوير طريقة تصنيع الأقراص مع طالبة الدكتوراه سون ياجوان Sun Yajuan بأن الأدوية المخصصة كانت لفترة طويلة مجرد تصور بسبب كونها فكرة معقدة جداً أو باهظة الثمن لتحقيقها علي أرض الواقع.
ومقارنةً بالوسائل الأخرى التي تقوم بطباعة الأقراص طبقة أعلي طبقة، فإن هذه الطريقة الجديدة تستخدم ثلاثة عناصر إحداها "البوليمر" الذي يضم المادة الفعالة في شكل تصميم فريد يحدد متى يتم تحرير الدواء. كما تسمح الأساليب المبتكرة من جامعة سنغافورة الوطنية للمتخصصين الجمع بين أدوية متعددة في قرصٍ واحد يتم تخصيصها للتحرير بالمعدلات الضرورية.
ولا يقتصر نهج جامعة سنغافورة الوطنية على تحسين كميات الجرعة، ولكنه أيضاً ينفي الحاجة إلى الإستعانة بالرياضيات المعقدة أو الخوارزميات الحاسوبية في صناعة الأقراص، مما يتيح تصنيع المزيد من التشكيلات المعقدة.
وبإمكان العيادات والصيدليات في المستقبل إستخدام التقنية كوسيلة فعالة تتميز بالبساطة والموثوقية حسب ما قال الباحثون، بالنظر إلى توافر تقنية الطابعات التجارية ثلاثية الأبعاد في متناول الجميع بشكلٍ متزايد. ويخوض فريق جامعة سنغافورة الوطنية مناقشاتٍ مع شركات متعددة الجنسيات لتسويق الإبتكار، والقيام بمزيد من الأبحاث حول الجمع بين مختلف البوليمرات لتحسين الفعالية.
ولم تكن جامعة سنغافورة الوطنية هي الوحيدة التي تحاول جعل الدواء أرخص، ففي وقتٍ سابق من هذا العام كشف معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT عن تصميم نظام يدعي صيدلية تحت الطلب –لثلاجة بحجم متوسط – يمكن بسهولة نقلها في حالة نقص المعروض أو توقف المصنع عن الإنتاج للأدوية من أجل توفير آلاف الجراعات يومياً من الدواء.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر