حسن المستكاوى
هذا موسم الاستفتاءات والاختيارات.. وإذا كان حقيقيا أن كريستيانو رونالدو سيفوز بالكرة الذهبية في ترشيحات مجلة فرانس فوتبول الشهيرة. لأنه بطل دوري أبطال أوروبا، وبطل كأس أوروبا، فما زلت أرى أن معايير اختيار الأفضل في الألعاب الجماعية غير دقيقة وتحتاج إلى مراجعات، فهي تبدو معايير تجارية، أو مسطحة، بلا عمق وبلا موضوعية.. كيف؟
فاز ريال مدريد ببطولة دوري أبطال أوروبا بعد تغلبه على أتلتيكو مدريد بركلات الجزاء الترجيحية حيث تعادلا في الوقت الأصلي والإضافي 1/1.. واختير سيرجيو راموس للقب رجل المباراة، وكذلك فازت البرتغال بأول لقب لها في كأس الأمم الأوروبية. ولعب كريستيانو دورا في هذا الفوز دون شك، لكن غريزمان اختير كأحسن لاعب في البطولة، بجانب أنه هدافها الأول برصيد 6 أهداف.. فكيف تمنح الكرة الذهبية للاعب كان فردا ضمن مجموعة أحرزت اللقب لأول مرة بينما أحسن لاعب في البطولة لاعب آخر؟!
كريستيانو رونالدو لاعب رائع ولا خلاف على ذلك. وهو نموذج لجهد الفرد في صناعة نفسه وتطوير ملكاته، لكنه ليس لاعبا مبدعا ومبتكرا. وإنما يتميز بملكات وقدرات خاصة. نعم هو هداف. وهو يقفز أعلى من الجميع. يسدد أقوى من الجميع. ينتزع أهات الإعجاب في تلك المواقف فقط وإن لم يمارسها فقد تمضي المباراة دون أن ينتزع الإعجاب. بينما لاعب مثل ميسي يمكن أن يفيض بالإبداعات ويجعلك تصفق له في أي لحظة.. ولا أحب أن أدخل في صراع ميسي رونالدو الفني والجماهيري.. لكن الجوائز في الألعاب الجماعية لابد أن تختلف معاييرها ولا ترتكن على الفوز ببطولات لأن الذي يفوز هو فريق وليس فردا.
منذ سنوات يتقاسم رونالدو وميسي جائزة أحسن لاعب. وكلاهما له دوره في انتصارات فريقه. لكنه لا يفوز وحده. فهل لا يوجد لاعب كرة قدم آخر في هذا الكوكب يستحق الجائزة ؟ أم أن الجائزة تذهب للاعب يزيد من ثقله وزن ناديه؟
المعايير تحتاج إلى مراجعات..
ضمن جوائز الأفضل في عام 2016 سيتوج ليستر سيتي بلقب أفضل فريق لأنه حقق المستحيل وأحرز بطولة البريمييرليغ. وقد ينافس مدربه كلاوديو رانييريعلى جائزة أفضل مدرب مع سانتوس مدرب البرتغال وكونتي مدرب تشيلسى. وبمعاييري الخاصة أمنح اللقب إلى رانييري أو إلى كونتى. مع إعجابي بغوارديولا ويورغين كلوب. لكن أجمل الجوائز يستحقها جمهور منتخب أيسلندا. فتلك الدولة التي يصل عدد سكانها إلى 330 ألفا، تأهلت لأول بطولة كبرى في تاريخها، على حساب هولندا وتركيا، وكان معها جمهورية التشيك. وهذا الجمهور كان نجما في نهائيات كأس الأمم الأوروبية بتشجيعه المميز فيما عرف بتصفيق الرعد.. والطريف أن 27 ألف مشجع أيسلندي توجهوا إلى فرنسا، يعنى 8% من الشعب الأيسلندي تقريبا كان هناك..
تلك أيام الجوائز واختيار الأفضل وتقييم الإنجازات والقدرات البشرية الفريدة على مستوى الألعاب الفردية مثل السباح مايكل فيلبس والعداء أوسان بولت.. بينما كان من ضمن أحداثنا الطريفة والعجيبة في هذا العام الذي يوشك أن يطوي أوراقه ويرحل «أرنب شربين» المذبوح حتى يفك النحس عن الفريق في دوري الدرجة الثانية الذي يسمى الممتاز «ب».. ففي بلادنا هناك ممتاز «أ». وممتاز «ب». وممتاز «ج».. وممتاز «د».. وممتاز بلا نهاية، فكلنا أوائل..؟!
أرسل تعليقك