آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

المشجع الرياضي وحسن المعاملة

اليمن اليوم-

المشجع الرياضي وحسن المعاملة

حفيظ برهديش

عندما اشتكت الدولة من شغب الملاعب، و نفذ صبرها، قالت "كفى من الشغب"، وخاطبت، في شعار حملتها، الجمهور وحده، فحملته مسؤولية أي انفلات يقع داخل أو خارج الملعب، و في سياق غريب، وجد الجمهور نفسه في معادلة غريبة، فهو المتهم، وهو الضحية، لظاهرة مجتمعية أكبر بكثير من أن يكون المتهم فيها واحدًا، لأن الدولة لم تكلف نفسها عناء الإجابة عن سؤال سيكولوجي مهم، وهو كيف تحول المناصر من مشجع، يبتغي التشجيع، إلى مخرب، وخارج عن القانون، يساهم في اندلاع أعمال شغب؟، لأن منطق الحال يقول لا نتيجة بدون أسباب، فالمناصر إن وصل إلى الحدود الحمراء لفعل يسمى "شغب"، فقد مر قبل ذلك بعدة مراحل شحنته، وهيأته نفسيًا ليتحول من مناصر عادي، إلى مشاغب متمرد.

بالأمس نُقل ديربي البيضاء، قسرًا وقهرًا، إلى خارج قواعده، في الدار البيضاء، لتكون أغادير المحتضن البديل، رغم بعد المسافة، وبالرغم من هذا المعطى المهم، المتمثل في بعد المسافة بين أغادير والبيضاء، فقد تحمل المناصر، سواء بلونه الأخضر أو الأحمر، عناء السفر لمسافة 1200 كيلومترًا، بين الذهاب والعودة، وتحمل مصاريف التنقل، ومنهم من تحمل مصاريف المبيت، لا لشيء سوى شغف يحركه من بيته وفراشه الدافئين، إلى ملعب بلغه بقطع مئات الكيلومترات، في أجواء ممطرة و باردة، ولذلك، نفسيًا ومنطقيا، هذا النوع من المناصرين يبتغي التشجيع، وليس الشغب، ويستحق حسن المعاملة، لا شحنه بشكل مجاني.

هذا المناصر، ومنذ مغادرته البيضاء، وهو يُشحن سلبيًا بشكل مجاني، وبتصرفات تجرده من آدميته، وتشعره بأنه شخص منبوذ، وغير مرغوب فيه، فالمناصر عندما توصد في وجهه أبواب باحات الاستراحة، فهذا إقصاء له، ورسالة نفسية موجهة إلبه، يقرأها في داخله، بكونه عنصرًا غير مرغوب فيه هنا، سواء كان يبتغي من المحطة وقودًا، أو كأس قهوة، أو حتى قضاء حاجته البيولوجية، فلا مكان له هنا، وهذا شحن مجاني، تساهم فيه الدولة برجال دركها، الذين يسهرون على غلق منافذ الباحات، وهذه أولى محطات العبور نحو الحدود الحمراء للشغب.

يصبر المناصر، ويغالب نفسه، ويمضي قدمًا في طريقه صوب الملعب، ليجد في استقباله رجال الأمن، وفي قسمات وجوههم إشارات تعني أنهم سيتعاملون مع مجرمين، لا أنصار يشجعون فريقهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشجع الرياضي وحسن المعاملة المشجع الرياضي وحسن المعاملة



GMT 19:03 2016 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

صباح المنتخب

GMT 09:49 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

هل رأيت الفيديو اللاعب الفلاني

GMT 06:22 2016 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

التتويج المستحق للفتح الرباطي

GMT 14:07 2016 السبت ,21 أيار / مايو

الذكرى 13 لرحيل بكار

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen