محمد الشيخ
حقيقة، لا أعرف من أشار على سلمان المالك باختيار عبارة "رجل واحد لكل الأندية" شعارًا لحملته الانتخابية نحو رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، لكن ما أنا مؤمن به أن من اختارها له لا يخرج عن أحد اثنين، فإما أنه لا يعرف أبجديات اللعبة الانتخابية والعمل فيها، وبالتالي فهو يتعلم فيها على حساب المالك كمن يتعلم الحلاقة في رؤوس القرعان، أو أنه لا يريد الخير للرجل، وحتى لا أقول إنه يعمل لصالح منافسيه.
تلك العبارة المتضخمة بـ"الأنا" والمنتفخة بالتعالي أعطت إيحاءً واضحًا للجميع باستثناء النصراويين الذين يرونه أملًا لهم في القبض على مفاتيح بيت الكرة السعودية، ومعهم المتمصلحون الذين باتوا يصورونه "سوبر مان" الكرة السعودية، وأنه وحده ولا عداه أحد القادرين على حمل الكرة السعودية على ذراعيه، حتى من دون الحاجة لأعضاء، ولا مساعدين، ولا فريق عمل، فهو بحد ذاته مؤسسة تمشي على الأرض، وهو خطأ إستراتيجي آخر يضاف إلى سلسلة الأخطاء الإستراتيجية التي وقع فيها منذ أن قذف بورقة ترشيحه.
أتفهم جيدًا أن المالك قد طار بهذه العبارة ظنًا منه أنها كفيلة بتبييض صفحته أمام الوسط الرياضي، خصوصًا بعد التغريدات التي تم نبشها من حسابه، والتي حملت تعديًا صارخًا على منافسي ناديه النصر، وتجاوز فيها على الحكام باتهامات خطيرة لا تصدر إلا من مشجعين غارقين في التعصب، وليس من شخص يرى في نفسه مشروعًا للكرة السعودية، فضلًا عن الورطة التي أوقع فيها أندية الدرجة الأولى يوم أن انسحبت شركته "ركاء" من رعاية دوري الدرجة الأولى، وتركها تتسول الدعم، ولازالت حتى اليوم بعد أن شوّه الدوري، وجعله دوريًا طاردًا للمستثمرين، غير أن ظنه لم يكن في محله أبدًا، فكل ذلك لا يمكن أن تمحوه عبارة تزيد من القلق تجاهه أكثر مما تبدده.
الخطأ الكبير الذي وقع فيه المالك يكمن في أنه قدم نفسه بصورة الرجل الأوحد، وهو بذلك ألغى كل الأعضاء العاملين معه، وأولهم المديرون التنفيذون الذين يفترض بهم أنهم جاؤوا لتقوية حضوره في الاتحاد وأمام المشهد الرياضي، كما فعل منافسه عادل عزت الذي قدم المديرين التنفيذين العاملين معه أمام الرأي العام في مؤتمر تدشين حملته الانتخابية على أنهم شركاء وليسوا مجرد أتباع.
المالك أوقع نفسه بشعار حملته الانتخابية من حيث يدري أو لا يدري في ذات المأزق الذي وقع به حافظ المدلج يوم أن ترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي تحت شعار "حافظ على آسيا"، فكان محل تندر الكثير من الرياضيين في القارة، وهو ما أدى به في نهاية المطاف إلى الانسحاب، حينما أدرك أن القارة الصفراء في وادٍ وهو في وادٍ آخر، وهو ما قد يدركه المالك في ساعة الحقيقة.
أرسل تعليقك