تحتفل مدينة قرطاجنة في عام 2016 بعيد الحداثة مع بعض الأمثلة على العمارة لأوائل القرن العشرين، وهذه مجرد البداية، فبعد أن انتقلت القوات البحرية الإسبانية من المياه العملية لميناء مورسيا الرائع بدأ علماء الآثار بالبحث عن الاثار الرمانية القديمة، وأصبحت المدينة - التي كانت قاعدة بحرية - مركزًا سياحيًا كبير يكشف عن تاريخها الذي يحتوي على التراث الجميل والحداثة، وهي مناسبة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.
وتبعد المدينة عن مطار مورسيا سان خافيير 20 كيلومتر فقط الى الجنوب، وهناك رحالات إليها على إيزي جيت من بريستول وجاتويك أو على جيت2 من بلفاست ليدز ومانستشر ونيوكاسل أو على ريان إير من برمنفغهام، وليس هناك حافة مباشرة من المطار إلى قرطاجة وستكلف سيارة الأجرة 25 يورو.
ويستطيع السياح الذين يشعرون أن أسعار السفر إلى مطار مورسيا مرتفعة جدًا التوجه إلى إليكانتي ومدريد كبوبات بديلة ووسائل النقل العامة هناك جيدة، ويمكنهم الوصول إلى قرطاجنة باستخدام السكك الحديدة أو الحافلات المميزة.
وتقع مدينة قرطاجنة بين البحر المتوسط ومار مينور وهو البحر الداخلي على الساحل الجنوبي الشرقي، في إسبانيا، ويهتم الزوار الى المدينة عادة بزيارة الأسوار القديمة التي تحيط بها والمدينة القديمة الواسعة التي بناها دي الفونسو الثالث عشر أو شريط الحدائق إلى الشرق والبحر إلى الجنوب والأحواض البحرية القديمة إلى الغرب.
وبنى مبنى السياحة الشرقي في المدينة في البلدة القديمة في ساحة بلازا باستريتش، والمكتب السياحي الغربي هو جزء من قاعة المدينة في بلازا ديل اياتمنو وكلاهما مفتوح من العاشرة صباحًا، وحتى الثانية بعد الظهر، وتحتوي المدينة على عدد من الفنادق من بينها أن أتش قرطاجنة الذي افتتح في بلازا هيروس دي كافيت، ويكلف الاقامة به في الليلة بين 100 إلى 120 يورو، وهناك أيضًا فندق ذو ثلاثة نجوم لو هابانورس الواقع بالقرب من الجدار الشرقي للمدينة في منطقة كالي سان دييغو، ويكلف الإقامة فيه 85 يورو، إلى جانب فندق بنسيون بالاكون الواقع في المدينة القديمة، ويكلف في الليلة 60 يورو باستثناء الإفطار.
ويمكن للسياح في اليوم الأول التجول في كالي مايو وبويرتا دي موسريا وكارمن التي تمتد بالكاد أكثر من كليومتر إلى الشمال الغربي من بلازا دي اياتمنو ولكنها مليئة بالأشياء التي يمكن رؤيتها مثل قاعة المدينة، وكازا سيرفانتي، والتي بدأ العمل عليها فيكتور بيلتري في عام 1900، التي تعتبر من أوائل أعماله، إضافة إلى كابياني جنيرال، التي كانت مقر البحرية السابق، التي يعود تاريخها الى 1739، بينما على الجانب الآخر منها ساحة سان سيباستيان التي تحتوي على جران هوتيل القديم، الذي عمل عليه بيلتري، و كازا دودا الباروكية والتي تعتبر كلها شاهدة على العمل المعماري المبكر للقرن العشرين والتفاني في اظهار العمارة الجميلة.
وتمتلك المدينة عددا من الأسواق والمحلات التجارية على طول شارع كالي كارمن التي تعرض على واجهتها علب زيت الزيتون البكر الممتاز ومستحضرات التجميل، ويمتلك شارع كالي سان فرنادندو عدد من المواقع المثيرة للاهتمام في التسوق مثل شركة رينكو مانشيغو، اما السوق الرئيسي للمنتجات فهو ميركادو فسبرت على شارع كالي غسبرت والعديد من المتاجر تبقى مفتوحة السبت فهي ترتبط بالسفينة السياحية التي تقل كل سبت 300 ركاب الى قرطاجنة.
وتعرض بعض المطاعم خيارات غذائية ممتازة مثل بلازا دي لا مبرسيد الى جانب الكثير من الخيارات الأخرى التي تقدم وجبات لذيذة ومتكاملة بسعر يتراوح بين 10 الى 12 يورو، ومثل مطعم كافتيريا ايل مولينتي الذي يبعد قليلا عن بانسيون بالكون أوزوليس، والذي يقدم أجواء المدينة ما قبل الارستقراطية والمأكولات البحرية واللحوم، ومع دفع القليل من المال يستطيع السياح تناول الطعام في أن أتش قرطاجنة بسعر 18 يورو لتناول طبق غازباتشو الباكلاه والذي يشير الى سمك القد والحلوى.
وتشتهر المدينة بالأنشطة الثقافية في المساء، فتاريخها يمتد الى ما قبل ولادة المسيح فقد كانت تحت سيطرة الامبراطورية الرومانية في عام 209 قبل الميلاد وبقيت حتى 54 قبل الميلاد، وبالتالي تحتوي على منتدى ومدرج روماني وبعض المعالم الجديدة الرائعة التي افتتحت في القرن الماضي بما في ذلك متحف المسرح الروماني الذي يوفر معاينة ممتازة للمدرج الروماني، وصمم المتحف المهندس المعماري الرائد رافاييل مونيو ويفتتح من الساعة العاشرة وحتى الثامنة من الثلاثاء إلى السبت ومن العاشرة وحتى الثانية الأحد ويكون مغلقا يوم الاثنين، وتبلغ سعر التذكرة 6 يورو.
وتعد قرطاجنة واحدة من المدن الجذابة على الخريطة فيبدو شكلها يشبه السفينة ولديها متحف علم الاثار تحت الماء الذي يعرض الجزء الاكبر من المدينة المدفونة تحت الماء والتي تتضمن أثار بقايا القرن السابع قبل الميلاد مع حطام سفينة فينيقية، وبعض الأطباق الإسلامية وبقايا سفينة نوسترا سينور إدي لاس مرسيدس والتي غرقت في عام 1804 والتي اكدت الحكومة الإسبانية أنها أعادتها بنجاح من أميركيا في عام 2012، ويفتتح المتحف من الساعة العاشرة وحتى التاسعة من الثلاثاء إلى السبت ومن العاشرة وحتى الثالثة الأحد ويغلق يوم الاثنين والدخول مجاني بعد ظهر السبت من الساعة الثالثة ويكلف 3 يورو.
وبدأت قرطاجنة بالاحتفال بواجهتها البحرية ولديها سلسلة من الحانات التي فتحت على طول الطريق وأشهرها وأكثرها شعبية كويوت في وبار تاباس الأكثر تقليدية، وهناك عدد من الخيارات على طول شارع كالي ماير حيث حانة سيرفيرسيا لا ميالونيرا، ويعتبر تناول الطعام مع السكان المحليين مثاليًا أيضًا وخصوصًا في مطعن كالي ديل باركيه الذي يقدم أطباق بسعر 20 يورو تشمل سلطة وأطباق محلية أو مطعم ال اينكونرا على زاوية كالي كانون وبرينسيبي دي فيرغارا الذي يقدم حبارًا مثاليًا فضلا عن أفضل شرائح اللحم في المدينة.
ويمكن لزوار المدينة التجول حول أسوار المدينة القرطاجي يوم الأحد والذي بنى في العصر الروماني واكتشاف سراديبه والصوامع المسيحية التي تعود إلى القرن الـ 17 إلى جانب أماكن دفن المحاربين ويفتتح السور من الساعة العاشرة وحتى الثامنة كل يوم ولاستكشاف هيكله تكلف التذكرة 3.50 يورو، وللصعود الى قلعة كالي غسبرت هناك مصعد يكلف يورو لاستكشافها وأخذ نظرة على المشاهد من فوق، وتفقد حلبة مصارعة الثيران القديمة.
وتفتتح القلعة كل يوم أيضًا من الساعة العاشرة وحتى الثامنة وسعر دخولها 3.75 يورو وكانت أعلى نقطة في المدينة موقعا لمعبد رومانسي مكرس لاله الصحة وتسمى اسكيلبو والذي تحول الى قلعة مغاربية بعد الغزو في القرن ال13 الذي قام به الفونسو العاشر، وتتيح المرتفعات في المدينة القاء نظرة على براعة الهندسة والصورة البانورامية من الميناء وحتى البلدة القديمة والأسباب التي جذبت موجات المستعمرين خلال الحرب الأهلية الاسبانية، والنظر إلى الغرب لمشاهدة المسرح الروماني الشاهد على الحضارة القديمة.
ويعرض مطعم تشوكالاتيرا فالور بالقرب من بلازا دي اوينتانيمو مشروب الشكولاته والكروسان، ويعتبر شوريرا توفي أفضل مكان للحصول على علاج اسباني ويقع على زاوية كالي انخيل برونا في مورالا دي تييرا، وتقدم شركة باركو تورسيتيكو رحلات على الواجهة البحرية تنطلق كل يوم من الساعة الحادية عشرة وحتى الثالثة، ومن الساعة الرابعة والنصف وحتى السابعة والنصف حول الميناء ورؤية فيلم عن الغواصة القدماء والمنارة التاريخية بسعر 5.57 يورو.
وتقدم المدينة بعضا من الروح العصرية في موليتي اثري بارك اضافة الى القيمة الثقافية لها وهو فرصة مناسبة للتجول عبر التلال التي تضم بعض الاثار الرومانية والحدائق الاثرية والحمامات الحرارية الى جانب عرض لبعض الفسيفساء الرائعة ويفتح كل يوم من العاشرة وحتى السابعة ما عدا الثلاثاء.
وتتناثر التماثيل العسكرية وفي جميع أنحاء المدينة بما في ذلك الطائرة المقاتلة القديمة على الجانب الشرقي والتي تسمى كاس ادي مار والى الجنوب الشرقي النصب التذكاري لنضالات الاسبان في كوبا في ساحة الابطال دي كافيت، وشكل زعنفة ذيل الحوت الخارجة من الماء والتي تدل على قدرة الاسبان للخروج من الماء دائما.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر