آخر تحديث GMT 08:03:06
الأربعاء 23 نيسان / أبريل 2025
اليمن اليوم-
أخر الأخبار

نعم كان وطنياً

اليمن اليوم-

نعم كان وطنياً

بقلم/عمرو الشوبكي

مدهش ومريب تقرير الـ«بى. بى. سى» عن الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والذى اتهمته فيه أنه قبل بفكرة توطين الفلسطينيين فى سيناء، بناء على اقتراح أمريكى، وهو ما نفاه الرجل بشدة.

الراجح أن هذا الاقتراح كان مطروحا على القيادة السياسية المصرية منذ فترة، وعلى الأرجح أيضا هناك من طرحه على مبارك، وهو ما عنى بالنسبة للمحطة البريطانية أنه قبله، فى حين أن الواقع يقول إنه لا يوجد مؤشر عملى واحد يدل على أن مبارك قبل بتوطين الفلسطينيين، خاصة أن هذا الكلام يشير إلى وثائق كُتبت فى بدايات حكم مبارك أى فى عام 1982 وفى أعقاب غزو إسرائيل للبنان واحتلالها لأول عاصمة عربية وخروج المقاومة منها.

وبما أن مبارك حكم مصر منذ كتابة هذه الوثيقة 28 عاما تالية.. فلماذا لم ينفذ هذه الخطة الجهنمية على أرض الواقع ويوطن الفلسطينيين فى سيناء، رغم طول فترة حكمه، وينفذ مطالب أمريكا؟

من الوارد أن يكون الموضوع طُرح على مبارك، ومن الوارد أن يكون «نيمه» على طريقته المعروفة فى ترحيل المشاكل وعدم حسمها من الفساد حتى التوريث حتى مشاكل مصر التى تعامل معها بالمسكنات حتى تفاقمت، لكنه لم يتنازل عن شبر من أرض الوطن منذ شراسته فى مفاوضات طابا وحتى حديث التوطين المزعوم.

يقيناً عهد مبارك كان مليئا بالسلبيات وحمل أيضا بعض الإيجابيات، ولم يستطع مؤيد ولا معارض (مهما كانت ثوريته) سوى أن يشكك فى وطنيته كقائد محارب دافع عن البلد وكان من أبطال نصر أكتوبر.

القائد المحارب يعنى أن حياته يرهنها بطيب خاطر للدفاع عن وطنه وشعبه، ويقوم بعمله الذى أقسم على القيام به وهو الذود عن الأرض والعرض، ويتربى على أن هناك خطوطا حمراء لا يمكن التنازل عنها لأنك عمليا حاربت على الأرض عدوا قويا مدججا بالسلاح، وتمتلك واحدا من أقوى جيوش العالم وواحدا من أهم أجهزة المخابرات دهاء وقسوة، وحين يدخل مبارك وكل قادتنا المحاربين فى نزال عسكرى مع عدو بوزن إسرائيل من أجل تحرير أرض بلدك المحتلة فإن ذلك يجعلك فى وضع مستحيل فيه أن تتنازل أو تفرط فى ذرة رمل واحدة منها.

إن تفسير جانب من سلوك مبارك عشية تنحيه عن السلطة هو نفسية «القائد المحارب»، فهو لم يهرب مثل بن على ولم يقتل الآلاف من شعبه مثل بشار الأسد، إنما بقى فى بلده، رغم المخاطر لأنه لم يتعود على الهروب أو التفريط.

أخطاء مبارك كثيرة فى سوء الإدارة وانتشار الفساد وتركه مشروع التوريث يتحرك فى الظلام باعتباره البديل الوحيد لحكمه، وطول فترة بقائه فى السلطة، كل هذه مثالب وأخطاء كبيرة يتحملها الرجل إلا أمرا جوهريا لاشك فيه وهو وطنيته، أو كما قال صادقا: «تمسكت بمبدأ لم أحِد عنه أبدًا، وهو عدم التفريط فى أى شبر من أرض مصر التى حاربت وحارب جيلى كله من أجلها، وهو ما تجسد فى إصرارنا على استعادة آخر شبر من أرضنا المحتلة عام 1967 بعودة طابا كاملة إلى السيادة المصرية». نعم كان وطنيا رغم أخطائه الكثيرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم كان وطنياً نعم كان وطنياً



GMT 05:24 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 13:23 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 12:11 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

حوار الدوران الحر

GMT 07:34 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

المسار السياسي

GMT 09:39 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الحقبة العثمانية
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:46 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

بيلا حديد سطعت في قصر باريزيان بإطلالة خلابة

GMT 22:07 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

المهدي بنعطية يؤكد أن يوفنتوس سيكون أقوى فريق في الدوري

GMT 08:15 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

منتجع "المها" فخامة عربية في صحراء دبي

GMT 01:14 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

وزارة الآثار تكتشف قناع "حارس كلكامش" في آور

GMT 21:38 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

مخلل الفلفل الأخضر الحار

GMT 07:50 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يعبر عن سعادته بدوره في "هروب اضطراري"

GMT 19:31 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

خالدة جرار تنهي عامها الأول سجون الاحتلال

GMT 00:34 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

سعيد أمزازي يستمر في العمل لتطوير المنظومة التعليمية

GMT 10:48 2017 الإثنين ,06 آذار/ مارس

لكزس RC F GT3 جاهزة لإبهار زوار معرض جنيف
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen