آخر تحديث GMT 08:03:06
الخميس 24 نيسان / أبريل 2025
اليمن اليوم-
أخر الأخبار

تعريف «مدى الحياة»

اليمن اليوم-

تعريف «مدى الحياة»

بقلم - سمير عطا الله

يزداد المشهد السياسي في الجزائر سوريالية كل يوم. والضياع السياسي المتفاقم يهدد المشهد الوطني. ويحدث للرئيس بوتفليقة ما حدث من نهايات مأساوية للحبيب بورقيبة من قبل، كما تذكرت كاتبتنا صفية مصطفى أمين في «المصري اليوم». رجل ذو محاسن وطنية مشهودة تؤهله لطلب التجديد، لكن أي واحدة منها لا تساعد في تعديل ضغط الدم، أو إطالة فترة الوعي.

ابتدع رؤساء العالم الثالث لأنفسهم حق الحكم «مدى الحياة»، من دون أن يحددوا مفهوم الحكم والحياة. وبالنسبة إليّ كان الحبيب بورقيبة من أشجع وأنقى المناضلين العرب، ومن أنقى وأعدل الرؤساء، ومن أصدق وأخلص الحكام. لكن كل هذه الميزات، أو البديهيات، لا تساعد في فتح شريان واحد. ومن الممكن إصدار قرار رئاسي في كل شيء، إلا في الطاقة البشرية على مزاولة المسؤولية، من أصغرها إلى أهمها.
لا نعرف مَن هو المسؤول - أو أكثر - الحقيقي عن هذا العرض المأساوي أمام العالم: الرئيس على كرسي متحرك منذ سنوات يصدر قرارات العزل، أو تصدر باسمه، كل يوم. والرئيس غير القادر على الحركة أو النطق أو استقبال وزرائه، يقرر - أو يقررون - أن يطلب من الجزائريين ولاية خامسة، وينتهي به الأمر بأن يطلب منهم استكمال الشهر الباقي من ولايته الرابعة. مَن هو - أو هم - الذي رمى الرجل في هذا الفصل الأخير الذي لا مثيل له في تراجيديات اليونان وخواتمهم: يوماً الجيش هو الذي يصر، ويوماً هو الذي ينفضّ من حوله، ويتركه وحيداً على كرسيه فوق الحافة المفزعة؛ أي هبّة ريح تدفعه إلى الأمام قاتلة، وأي جمود مرعب.
هل يستحق عبد العزيز بوتفليقة هذا النوع من الخواتم: الملايين يطالبونه بالذهاب، وحزبه وجيشه يطالبون بالعزل؟ في أواخر أيامه لم تعد أوقات اليقظة عند بورقيبة تتجاوز الساعات الثلاث في اليوم. وعندما يفيق، تفيق معه نباهته وسخريته ومعرفته بالناس. لكن ثلاث ساعات لا تكاد تكفي لتناول الطعام ومشاورة الطبيب. وكانت «الموند» تروي، يومها، أن معظم لذعاته على خلفه، زين العابدين بن علي. وبعدما «أنقذ» بن علي تونس من أبديات رجل الاستقلال، قرّر أن الأبد يليق به وحده. ولم يقبل معمر القذافي فكرة أن يرثه رجل إصلاحي واعٍ ومثقف يدعى سيف الإسلام، ولو أنه ابنه. وحده يملك الأبد مدى الحياة، فكيف يمكن لبشري أن يخلف صاحب النظرية العالمية الثالثة؟!
نهايات محزنة جداً كان في الإمكان تجنبها: القذافي في مقتلة همجية دون محاكمة في الصحراء التي ادعى أنه «رسولها». وبورقيبة معزولاً كطالب حكم وليس مرفوعاً «كمجاهد أكبر». وحسني مبارك على محفّة في قاعة المحكمة. وعبد العزيز بوتفليقة مكبلاً بضعف جسده فوق كرسي حزين. حتى أقرب الرفاق يتنكرون لصورة الوداع إلى جانبه. لا تسلّم ولا تسليم في رئاسات الجزائر. عادة استعمارية قديمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعريف «مدى الحياة» تعريف «مدى الحياة»



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:40 2021 السبت ,17 تموز / يوليو

كيف يتعامل كل برج من الأبراج مع الطلاق

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 11:25 2017 الأحد ,30 تموز / يوليو

طريقة سهلة لتحضير كيكة التفاح بالزبيب

GMT 15:38 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

Ford تطلق وحش الطرق الوعرة

GMT 23:48 2016 الأربعاء ,28 أيلول / سبتمبر

أفكار مبتكرة وعصرية لوضع سفرة في الشرفة

GMT 03:20 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تيريزا ماي تنكر انقسام مجلس الوزراء حول بوريس جونسون

GMT 09:17 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد ليزي كيك في خُطوات سهلة وسريعة

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر

GMT 20:26 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إتيكيت كتابة الإيميل و طريقه تعاملك مع الاشخاص
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen