آخر تحديث GMT 08:03:06
الجمعة 25 نيسان / أبريل 2025
اليمن اليوم-
أخر الأخبار

الموعدان

اليمن اليوم-

الموعدان

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

تسنّى لي خلال هذا العمر أن أحاضر في جامعات كثيرة أو أن أشارك في بعض ندواتها. ومنها، أو أهمّها، جونز هوبكنز وجامعة أوتاوا وجامعة كونكورديا (مونتريال) وجامعة الكويت، بالإضافة إلى الجامعة اللبنانية وجامعة اليسوعية – الحريري. عندما دُعيت إلى إلقاء محاضرة في الجامعة الأميركية منذ أشهر، وكان موعدها اليوم، رأيت في ذلك تحقيق نوع من الحلم الخاص. كان مقرراً أن أتحدث عن «الصحافة في خمسين عاماً»، وهو موضوع بالغ الثراء، كثير المُتع، مليء بالذكريات والمؤانسة.
تمّت الإعدادات عبر الهاتف مع مسؤولة «جامعة الكبار» الأخت أماني زيدان، وبدت الترتيبات في حدّ ذاتها مشوّقة. فقد أُبلغت أن المحاضرة سوف تُفتح للجميع وليس لطلّاب الفرع وحدهم. وأخذتُ أمنّي النفس بالموعد، وتذكّرت يوم وقفت الحشود على الشبابيك لحضور أمسية نزار قباني في الجامعة. وتخيّلت قول أندريه مارلو يصف الجموع في إحدى محاضراته قائلاً: «لقد ناءت بهم أغصان الشجر». طبعاً كنت سأكتفي بل أُسعَد لو امتلأ المدرّج. وعندما سألتني الإدارة إن كنت أريد توجيه الدعوات إلى أشخاص معيّنين، أجبت كالعادة بأنني لا أريد أن ألزم أحداً في مسألة تحمل الطابع الشخصي. حسبنا حساباً لكل شيء، بل أبلغتني الآنسة زيدان أنه تمّ تعليق ملصق يحمل صورة السيد المحاضر، وهو أمر لم يحدث لي من قبل. وقرّرت أن ألتقط لنفسي صورة مع الملصق لكي أرسلها إلى ابنتي وابني في لندن.
بين كل الترتيبات والحسابات، لم يخطر لي ولا للجامعة أن طرقات لبنان سوف تُغلق وساحاته سوف تمتلئ وأن المظاهرات سوف تتّجه نحو القصر الجمهوري في الموعد الذي اخترته بنفسي لإلقاء المحاضرة. اعتقدنا، المنظّمون وأنا بادئ الأمر، أن الاعتصامات لن تطول، وما هي إلا مجموعة مطالب تحققها الدولة على وجه السرعة ويتلقّاها أهل السياسة بأقلّ أو أكبر حدّ من الحكمة. ومع أن المطالب صعب تحقيقها في المدى الفوري، فقد بدت كلّها حقوقاً قديمة مستحقّة، فمن يجرؤ على القول إنه يعارض محاربة الفساد أو السرقة أو النهب، أو يمانع في وقف الهدر المالي وخفض البطالة المؤلمة، والسعي إلى الحدّ من هجرة الشبّان والكفاءات العلمية والطاقات التي تبحث عنها الأوطان على ضوء السراج. إلا أن من يطرح مثل هذا التساؤل الساذج، لا يعرف لبنان ولا سياسييه. لست آسفاً بالتأكيد على المحاضرة، فقد تؤجَّل إلى موعد آخر. وكدت أحزن على إلغاء موعد جميل مع الناس في إطار الجامعة البهي. لكن ما هي أهمّية حلم قديم مقارنة بحلم كل هؤلاء الشبّان بوطن جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموعدان الموعدان



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 01:02 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"آنجل تشيلسر" يعد من أجمل العطور النسائية

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

أحمد السعدني سعيد بآراء المشاهدين على "الكبريت الأحمر"

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نسرين أمين تكشف شخصيتها في "رغدة متوحشة"

GMT 09:37 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأسهم الأوروبية تنخفض مع ترقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي

GMT 21:12 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترتيب الدورى الإسبانى عقب انتهاء منافسات الجولة الـ11

GMT 01:02 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

الفنان ماجد المصري يؤكد أن المسلسل مغامرة كبيرة

GMT 14:54 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

خطواتكِ للتخلص من ضعف وترهلات عضلات البطن

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,30 حزيران / يونيو

تدشين قسم نسائي في كلية الحرم المكي في السعودية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen