آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تداول من داخل النظام

اليمن اليوم-

تداول من داخل النظام

بقلم - عمرو الشوبكي

هناك مرحلة تفصل بين النظم الفاشلة وغير الديمقراطية، وبين النظم المتقدمة والديمقراطية، وهى مرحلة تداول السلطة بين أجنحة داخل النظام القائم قد تؤدى إلى تداول للسلطة بين قوى داخل النظام وخارجه.ولعلنا جميعاً نتابع الدور المتصاعد لكل من تركيا وإيران فى المنطقة، حتى أصبح بلد عربى مثل سوريا «كان يسمى قلب العروبة النابض» يحدَّد مستقبله فى «سوشى الروسية» على يد نظم ثلاثة تنتمى جميعها للتعددية المقيدة وعرفت تداولاً للسلطة من داخل النظام.لقد عرفت تركيا فى بداية تحولها الديمقراطى فى 1946 تداولاً للسلطة اقتصر فقط على الأحزاب العلمانية، وهو ما أعطى لها قدرة كبيرة على تجديد نخبتها وتحقيق إنجازات اقتصادية وتأثير إقليمى.

وعقب وصول أردوجان للسلطة وبقائه فيها 16 عاماً، عرف النظام تنافساً سياسياً مقيداً لم يسفر عن تداول للسلطة، فحصل حزبه على ما يقرب من نصف نواب البرلمان، وفاز هو فى انتخابات الرئاسة بأغلبية 54% فى مواجهة منافس قوى حصل على 35%، كل ذلك أعطى للنظام التركى، رغم عدم ديمقراطيته وحملة الاعتقالات المشينة التى يرتكبها فى حق الصحفيين والمعارضين، حيوية كبيرة جعلته فى وضع اقتصادى وسياسى أفضل من جيرانه العرب.

أما النظام الإيرانى فهو بالقطع نظام غير ديمقراطى، إلا أنه يعرف تداولاً للسلطة على أرضية نظام ولاية الفقيه، هذا التداول بين أجنحة النظام «المحافظين والإصلاحيين»، ووجود رؤساء للجمهورية لمدتين غير قابلتين للتمديد، أعطى للنظام الإيرانى حيوية وتأثيراً فى المنطقة- «حتى لو رآه البعض سلبياً»- وصموداً فى وجه العقوبات الأمريكية القاسية.وحتى روسيا، الدولة العظمى غير الديمقراطية، عرفت تداولاً للسلطة بين رئيس الجمهورية بوتين ورئيس وزرائه «مدفيديف»، كما فاز رئيسها بوتين فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة بأغلبية الثلثين، وهو نموذج للتنافس والتجديد بين أجنحة النظام الذى لا يعرف بعد تداولاً للسلطة.يقيناً هناك أمثلة أخرى لنظم انتقلت من التعددية المقيدة ومن تداول السلطة على أرضية النظام إلى الديمقراطية والتعددية الكاملة.

والمؤكد أن فلسفة الدستور المصرى فى النص المتعلق بتحديد مدة الرئاسة بمدتين غير قابلتين للتمديد ترجع إلى هذه الفكرة، أى فتح باب التنافس على السلطة بين تيارات مختلفة داخل النظام تلتزم بالدولة الوطنية والنظام الجمهورى والدستور المدنى، ويضمنها الجيش.وكان البعض، ومنهم كاتب هذه السطور، مع أن تكون مدة الرئاسة 5 سنوات «مثل فرنسا وتونس ونفس مدة البرلمان المصرى» قابلة للتمديد لفترة واحدة فقط.والحقيقة أن أهمية هذه المادة فى دستور 2014 «قبل التعديل المقترح» أنها تنقل النظام المصرى نقلة تاريخية للأمام وتطوى صفحة النظام المغلق منذ إعلان الجمهورية فى يونيو 1953 نحو مرحلة تقبل بالمنافسة الشفافة والسلمية بين أجنحة وتيارات مدنية على أرضية النظام القائم، تؤسس لمرحلة الرئيس السابق بكل ما يعنيه ذلك من تجديد جذرى فى بنية النظام السياسى المصرى.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداول من داخل النظام تداول من داخل النظام



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 23:31 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

تعرف على أسعار سيارات "شيفرولية" في مصر

GMT 17:40 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يكشف عن تعاقده مع مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 15:54 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تذبذب أسعار الفضة في الأسوق المصرية الثلاثاء

GMT 10:44 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

صقر القاسمي يشيد بإدارة رياضة المرأة في نادي الشارقة

GMT 19:34 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

طريقة عمل سمك دنيس مشوي بدبس الرمان

GMT 05:06 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على عقد زواج محفورٌ على لوحة من الطين في تركيا

GMT 00:53 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

شهر بنّاء ومثمر وكأن القدر يتآمر مع الحظ ليخدما مصالحك

GMT 12:38 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

صالونات الـ style تعطي المنزل واجهة مختلفة

GMT 01:53 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

عالم أحياء يحصل على صورة رائعة للعنكبوت الصياد

GMT 09:08 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يخطط لزيارة الجدار بين أميركا والمكسيك

GMT 05:01 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

أمور يجب على المحجبات معرفتها للحصول على إطلالات جذابة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen