آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

زيارة أمريكا

اليمن اليوم-

زيارة أمريكا

بقلم/عمرو الشوبكي

زيارة الرئيس السيسى لواشنطن واجتماعه بالرئيس الأمريكى ترامب هى الأولى لرئيس مصرى منذ زيارة مبارك فى 2009 ولقائه الوحيد فى واشنطن مع الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وعقب هذه الزيارة غابت أى لقاءات رسمية بين الرؤساء الثلاثة السابقين والرئيس أوباما حتى جاءت هذه الزيارة.

والمؤكد أن هذه الزيارة تمثل نقطة تحول فى العلاقات المصرية الأمريكية ولكنها يجب أن نقرأها بعيدا عن المبالغات المعتادة فى التعامل مع زيارات الرئيس الخارجية ووصفها بالتاريخية وأنها حققت نجاحات استثنائية وغيرها من المفردات التى أصبحت تضر أكثر مما تفيد، خاصة أن نجاح أى زيارة لا يعنى بالضرورة أنه فى صالح مصر، كما أن التعثر أو حتى الفشل لا يعنى بالضرورة أنه مسؤولية مصر، فربما يكون فى صالحها لأن الاتفاق على قضايا أو سياسات يريدها طرف قد تعنى الإضرار بالطرف الآخر (عادة الأضعف فى المعادلة).

ومن الواضح أن هناك تحسناً ولو جزئى فى أداء الإعلام المصرى فى تعامله مع زيارة الرئيس فقد خفت موجات التطبيل والمبالغات (دون أن تختفى) وتحدث كثير من المؤيدين بطريقة عاقلة فيها قدر كبير من الاتزان وهو تحول إيجابى قد يفتح الباب أمام استعادة ثقة الناس فى الإعلام المؤيد.

والحقيقة أن النظرة النقدية لإدارة ترامب لا تعنى عدم الاستفادة من أى حديث عن «تفاعل كيميائى إيجابى» بين الرئيسين، ولا البحث فى نقاط مشتركة تحقق مصالح مشتركة للبلدين، خاصة ملف محاربة الإرهاب.

وأعتقد هناك مجموعة من النقاط مهم أن تطرح فى لقاء الرئيس السيسى مع الرئيس ترامب: الأولى تتعلق بضرورة توسيع رؤية مصر الاستراتيجية فى الحرب على الإرهاب وعدم قصرها على الحدود المصرية لأن ترامب يقول كلاماً عاماً فى هذا الإطار وليست لدية رؤية واضحة فيما يسميه الحرب على الإرهاب، والثانية أن تقدم مصر استراتيجية متكاملة للعلاقات الإقليمية فى اليمن وسوريا وليبيا ومن بعيد العراق وأيضا علاقة وتصورا واضحا مع دول الجوار يتجاوز المدخل الطائفى الذى يحاول البعض زج مصر فيه فى التعامل مع إيران، والثالثة أن تقدم رؤية لحل الصراع العربى- الإسرائيلى على أساس حل الدولتين أو التلويح بحل الدولة الواحدة غير الوارد مناقشته أصلاً بالنسبة لإسرائيل، وأيضا العمل على إقناع الإدارة الجديدة بعدم نقل السفارة الأمريكية للقدس.

ومع ذلك يجب وضع أى اتفاق بين مصر وأمريكا فى إطار نظرة أشمل لمشكلات الإدارة الأمريكية الحالية، فما تعلمناه فى علم السياسة ومن خبرات النظم السياسية الحديثة أن هناك زعماء دول ترفضهم مؤسسات الدولة ولكن لديهم تأييد شعبى واسع مثلما جرى مع كيندى فى أمريكا، ومع زعماء آخرين خارج أمريكا، وهناك العكس أى من تفرضهم مؤسسات الدولة بالقهر والقمع رغم رفض الشعب لهم، وهناك نموذج ترامب الذى يواجهه كثير من مؤسسات الدولة مثل القضاء، بجانب الإعلام والبيروقراطية مع تيار واسع من الشعب والرأى العام وهو نموذج لم نره كثيرا فى العالم إلا مع الإخوان فى مصر، أى مشاكل مع مؤسسات الدولة ومع الشعب فى نفس الوقت.

سيبقى ترامب تحديا ومشكلة ومازلت أعتقد أن سياساته الحالية لن تستمر بلا تهذيب ولا تعديل لأن المؤسسات الأمريكية أصبحت قوية وراسخة وأيضا الرأى العام أصبح يمثل قوة ضغط هائلة، ولذا خسر جزئيا فى معركتين: الأولى منع المسلمين من دخول أمريكا، وعدل مشروعه فى الشكل والمضمون، والثانى فشله فى إلغاء مشروع أوباما للتأمين الصحى الذى استفاد منه 24 مليون مواطن أمريكى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة أمريكا زيارة أمريكا



GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مفهوم الإعلام المحترف!

GMT 02:25 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبناء زايد وراشد!

GMT 05:17 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

صورة عن قرب: كيف تفهم عبدالفتاح السيسى؟

GMT 03:08 2019 الأحد ,03 آذار/ مارس

ليس بالجرادل يتحقق أمن المحطة

GMT 04:40 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

التعديلات الدستورية.. رؤية مختلفة
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen