بقلم ـ عمرو الشوبكي
تلقيت عددا من الرسائل والتعليقات حول مقال أسعار الدواء، والذى تعجبت فيه من تراجع أسعار كثير من الأدوية فى بلد مثل فرنسا فى خلال 10 سنوات فى مقابل ارتفاعها فى بلد مثل مصر، وقد اخترت تعليقين مختلفين فى الرؤية لتقديمهما للقارئ اليوم وغدا.
التعليق الأول جاء من الدكتور جمال ميخائيل، الذى أشار لقضية لم أتعرض لها ولم أبحثها لأنها ستبقى قضية المتخصصين، وهى المتعلقة بعلاقة البحث العلمى بتكلفة الدواء، لأن ما جاء فى مقالى هو عرضٌ لمشهد وصفته كمراقب وككاتب يقول ببساطة: لماذا ترتفع أسعار الأدوية فى بلادنا وتنخفض عند غيرنا؟.
وجاءت إجابة الدكتور جمال
الدكتور العزيز المحترم عمرو الشوبكى،
اسمح لى بالقول إنه قد جانبك الصواب تماما فيما ذهبت إليه.
لقد خلطت يا عزيزى بين تكلفة إنتاج الدواء (متضمنة تكلفة الأبحاث) من ناحية، والسعى نحو توفير العلاج للقادر (البلاد المتقدمة) وغير القادر (فى بلادنا) من ناحية أخرى. دعنا نحاول فك الاشتباك قليلاً. ودعنى هنا أستَعِر مثال الديلتازيم الذى استشهدت به.
تقوم الشركات بالإنفاق عدة سنوات على الأبحاث لاكتشاف علاج جديد أو أحسن. فى المتوسط يستغرق هذا من ٨- ١٠ سنوات وبتكلفة تصل إلى ٦٠٠- ٨٠٠ مليون دولار. فى مقابل هذا تحصل الشركة على براءة الاختراع والتى تسمح لها بفترة تسويق حصرية حوالى ١٠ سنوات (براءة الاختراع حوالى ٢٠ عاماً يخصم منها فترة الأبحاث المذكورة أعلاه ٨- ١٠ سنوات)، وتقوم الشركات بتسعير الدواء فى هذه الفترة، ليغطى جزءا من الإنفاق (١٢ يورو فى المثال الذى ضربته) وعند انتهاء حقوق التسويق الحصرى، يمكن لشركات منافسة (فى الصين والهند عادةً) إنتاج المادة الفعالة وتوفيرها للشركات الأخرى لتصنيع الدواء بأسماء مختلفة (generics). بعد خصم تكلفة الأبحاث.
كما يمكن لهذه الشركات إنتاج الدواء بسعر أرخص كثيراً من السعر السابق، وفى هذه الحالة، تقوم الشركة الأم بتخفيض السعر (إلى ٣ يورو فى مثالك) حتى تتمكن من الاستمرار فى البيع وتحقيق بعض المكسب.
المقارنة بالسعر فى مصر، وهو ١ يورو، تتطلب أن نفهم أن مكونات الدواء تخضع للسعر العالمى، نتيجة أننا لا ننتج منها أى شىء يذكر محلياً. بل إننا نخضعها لرسوم وجمارك!! الفارق الوحيد ربما يكون فى تكلفة الإنتاج، وهو فارق أصبح طفيفاً ولا يمثل أصلاً ١٠٪ من التكلفة الكلية. هذا معناه أن الشركات المصرية تنتج وتحقق ربحا على أساس نفس التكلفة التى تتحملها الشركة الفرنسي
المصدر: المصري اليوم
أرسل تعليقك