آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الطوارئ الوطنية

اليمن اليوم-

الطوارئ الوطنية

بقلم - عمرو الشوبكي

أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حالة الطوارئ الوطنية من أجل بناء الجدار الذى يفصل بين أمريكا والمكسيك بتكلفة قد تصل إلى 8 مليارات دولار، واعتبر الرئيس أن البلاد تواجه خطر «غزو المهاجرين» وانتشار المخدرات، وهو ما دفعه إلى فرض حالة الطوارئ التى تعطيه صلاحيات استثنائية تسمح له بتدبير الأموال اللازمة لبناء الجدار دون موافقة الكونجرس.وعرفت أمريكا إعلان حالة الطوارئ الوطنية أكثر من مرة ولكن ليس من أجل بناء جدار،

إنما كانت فى المرة الأولى عام 1979 عقب اختطاف عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين فى طهران وأخذهم كرهائن، فأعلن الرئيس الأمريكى «كارتر» حالة الطوارئ فى البلاد، والمرة الأخرى كانت عقب اعتداءات 11 سبتمبر فى عام 2001، التى خلّفت حوالى 3 آلاف قتيل.ويقيناً لا يمكن المقارنة بين الأسباب التى أدت إلى إعلان حالة الطوارئ فى المرات السابقة وهذه المرة، سواء من حيث جدية الأخطار أو المبررات القانونية والسياسية وراء الإعلان، فبناء الجدار هو خيار سياسى بامتياز لترامب، ولا يعبر فى الحقيقة عن خطر حقيقى تتعرض له البلاد يستدعى فرض حالة الطوارئ.أسباب ترامب لبناء الجدار محض سياسية وثقافية، فقد

أعلن حالة الطوارئ فى مؤتمر دُعى إليه مَن تتم تسميتهم فى أمريكا «الأمهات الملائكة»، وهن الأمهات اللاتى فقدن أبناءهن نتيجة اعتداءات المهاجرين غير الشرعيين، وهى رسالة واضحة لا تخلو من دلالة سياسية لا علاقة لها بأى خطر يهدد أمريكا أو أمنها القومى.لقد أخرج ترامب طوال معركته مع الديمقراطيين فى الكونجرس قدرة كبيرة على نشر ثقافة الخوف والكراهية والاستعلاء فى مواجهة أخرى لا تلغى الحدود لكنها لا تقبل بثقافة الكراهية والعزلة التى يروج لها.المفارقة أن ترامب أعلن الطوارئ الوطنية لبناء سور لن يضبط الحدود أو يمنع الهجرة عبر المكسيك، كما أكد كثير من الخبراء، إنما هو مشروع متسق مع توجهات ترامب، ويُرضِى به ناخبيه الذين وعدهم ببناء سور يفصل بين بلاده الثرية والمكسيك الفقيرة، ويكون بمثابة حائط صد يحُول دون تدفق اللاجئين وطالبى الهجرة من الجنوب إلى الشمال.

مشروع ترامب يكرس العزلة والكراهية بين الدول والمناطق الثرية والمتقدمة والدول والمناطق الفقيرة النامية، ويقضى على فكرة التواصل التى عرفتها لسنوات طويلة الشعوب والدول المختلفة، معتمدة على قيم التنمية المتبادلة وحوار الحضارات وغيرها.يتكامل ترامب مع السور الفاصل الذى بنته إسرائيل كآخر دولة احتلال فى العالم لتفصل بين الأراضى الفلسطينية والدولة العبرية، وتحاول أمريكا أن تبنى سوراً آخر حماية للأمريكيين فى مواجهة المهاجرين رغم أن أمريكا «أصلها» من المهاجرين.إعلان الطوارئ استغلال سياسى من ترامب لصلاحياته، والمعركة الآن مع الأغلبية الديمقراطية فى الكونجرس نُقلت إلى ساحة القضاء، وهى فى كل الأحوال ستضعف ترامب ولن تقويه وستجعل فرص خسارته فى الانتخابات القادمة شبه مؤكدة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطوارئ الوطنية الطوارئ الوطنية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 23:31 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

تعرف على أسعار سيارات "شيفرولية" في مصر

GMT 17:40 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يكشف عن تعاقده مع مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 15:54 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تذبذب أسعار الفضة في الأسوق المصرية الثلاثاء

GMT 10:44 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

صقر القاسمي يشيد بإدارة رياضة المرأة في نادي الشارقة

GMT 19:34 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

طريقة عمل سمك دنيس مشوي بدبس الرمان

GMT 05:06 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على عقد زواج محفورٌ على لوحة من الطين في تركيا

GMT 00:53 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

شهر بنّاء ومثمر وكأن القدر يتآمر مع الحظ ليخدما مصالحك

GMT 12:38 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

صالونات الـ style تعطي المنزل واجهة مختلفة

GMT 01:53 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

عالم أحياء يحصل على صورة رائعة للعنكبوت الصياد

GMT 09:08 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يخطط لزيارة الجدار بين أميركا والمكسيك

GMT 05:01 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

أمور يجب على المحجبات معرفتها للحصول على إطلالات جذابة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen