آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

فى النظم السياسية «2- 2»

اليمن اليوم-

فى النظم السياسية «2 2»

بقلم - عمرو الشوبكي

السؤال المطروح على كثير من الباحثين والمهتمين بالمجال السياسى: هل الديمقراطية شرط للتقدم؟ والإجابة التى يقدمها النظام الصينى للعالم تقول إنها ليست شرطا، إذن ما هى شروط التقدم؟

والحقيقة أن الصين وكوبا وقبلهما مصر فى الستينيات لم تقل إنها ضد الديمقراطية إنما قالت إنها ضد الديمقراطية الليبرالية التى تقوم على تعدد الأحزاب، وادعت هذه الدول أنها أسست نظم الديمقراطية الشعبية التى تقوم على نظام الحزب الواحد وتسمح بتعددية داخلية مقيدة بالقواعد التى يفرضها النظام السياسى.

ورغم أننى لا أعتبر هذه النظم ديمقراطية إلا أننا فى نفس الوقت لا يمكن أن نتجاهل إنجازاتها، فقد عرفت مصر نظام الحزب الواحد فى ستينيات القرن الماضى، وهو نظام كانت له أصول وقواعد (رغم أنه أصبح جزءا من الماضى)، ويعنى قدرة السياسة على دمج أغلب الناس فى العملية السياسية وفى داخل مؤسسات النظام القائم، على عكس النظم غير السياسية التى لا تمتلك لا مشروعا ولا تنظيما سياسيا فتضطر أجهزة الأمن لمواجهة غالبية الاتجاهات السياسية، لأنه لا يوجد مشروع سياسى قادر على دمج هذه الغالبية داخل تنظيمه الواحد أو تنظيماته. ولعل كتاب الأستاذ الكبير والمناضل النزيه عبدالغفار شكر عن منظمة الشباب الاشتراكى (تجربة مصرية فى إعداد القيادات، 1963 إلى 1976) الصادر مؤخرا عن مركز دراسات الوحدة العربية، يدل على أن إدارة البلد ومنظمة الشباب لم تكن عشوائية ولا أمنية (رغم وجود الاثنتين) إنما كانت بالأساس سياسية، وتبنت مفردات العصر فى التحرر الوطنى والاشتراكية ومفاهيم تعتبر رائدة فى وقتها للتعامل مع عالم القوى الكبرى. ولذا لم يكن غريبا أن نجد تنظيم عبدالناصر الواحد يضم بداخله شيوعيين سابقين اقتربوا من فكره حول الاشتراكية العربية، وأسسوا أهم دوريات فكرية وثقافية فى تاريخ مصر مثل الطليعة والكاتب وغيرهما، وقادها أسماء بوزن لطفى الخولى وصلاح عيسى وغيرهما، كما نجحت منظومة الحزب الواحد السياسية فى أن تدمج «إخوان» تائبين، مثل الشيخ الباقورى الذى كان وزيرا للأوقاف وغيره.

أما النظام الصينى فمصدر قوته أن تأسيسه جرى وفق قواعد العالم القديم، أى عبر حزب عقائدى ثورى، وثقافة ثورية قادرة أن تكون فى ذاتها مصدر إلهام وأداة تغيير (أمر مختلف حاليا)، ولذا سنجد أن كل محاولات استنساخ هذه النظم منذ نهايات الألفية الثانية حتى الآن انتهت بديكتاتوريات مسخ، سواء فى أمريكا الجنوبية أو بعض النظم العربية مثل القذافى وغيره.

الصين تقدمت لأنها أسست نظاما راسخا فى عصره وتطور مع العصر، محتفظا بقيمتين أساسيتين: الأولى الإنجاز الاقتصادى، والثانية احترام القيم والأطر القانونية والسياسية التى يضعها النظام، وهذا أمر لا بديل عنه لتقدم أى بلد، أى أن يحترم قوانينه ويجردها ولا يفصلها على مقاس أشخاص أو مؤسسات.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى النظم السياسية «2 2» فى النظم السياسية «2 2»



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:48 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

تنورة وردية لإطلالة عصرية للمحجبات هذا الصيف

GMT 03:47 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

سبب وقوف ميغان بعيدًا عن الملكة في احتفالات "يوم الذكرى"

GMT 06:23 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

إدانة امرأة أسكتلندية مارَست الجنس مع طفلًا في فلوريدا

GMT 20:34 2016 الجمعة ,12 آب / أغسطس

إنجي علاء تواصل كتابة مسلسلها الجديد

GMT 12:37 2016 الخميس ,28 تموز / يوليو

عصير الجلاب

GMT 15:39 2017 الأحد ,05 شباط / فبراير

الفنان ماجد المهندس يشعل حماس الجمهور في جدة

GMT 13:31 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

أفكار مختلفة لعريشة الشرفة والحديقة بمنزلك

GMT 00:00 -0001 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بعثة فريق "ريال مدريد" تنتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية

GMT 16:28 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

شوربة التاكو

GMT 22:37 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الفنان أحمد السقا يُحقق جائزة أفضل ممثل في 2017

GMT 08:25 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

أعداء الثورة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen