أثارت المقالات التى كتبتها الأسبوع الماضى عن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ردود فعل متنوعة لدى قطاعات واسعة من القراء اتسم كثير منها بالإحباط واليأس، والبعض الآخر قدم رؤية تحليلية لما جرى.
ثلاث رسائل مختلفة عرضت اثنتين منها بشكل «مخفف»:
تحت عنوان (القدس عربية) جاء مقالكم تعبيرا صادقا عن الواقع.
حقا لم يكن ترامب يتوقع لهبا ونارا بل كان ينتظر هتافا ولجاجا وصخبا!
أتخيل نتنياهو وهو يهمس فى أذنه ألا تعرف العرب يا فخامة الرئيس إنهم يرفضون الممكن فى سبيل المستحيل إنهم يفضلون الإحساس بالظلم أكثر من الاستمتاع بالنصر!
إنهم أدباء وشعراء ومطربون وبعض زعمائهم يحجون إلى إسرائيل للعلاج والتجارة!
ادخل التاريخ باعترافك بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، لم يستطع أسلافك الإقدام على هذه الخطوة الشجاعة رغم معرفتهم بالعرب وقدراتهم وطباعهم!
ولكن أنت شخص آخر لا مثيل له!
إن معظم رؤسائهم يملكون المليارات نهبا من شعوبهم التى تعانى الاستبداد والفقر والهوان هل مالك المليارات يصلح أن يكون ثوريا محاربا مناضلا؟!
هو يحاور ويناور حتى يحتفظ بالكرسى وأيضا بالمليارات! ألا تعلم أن هؤلاء العرب لم يتفقوا أبدا على مدى سبعين عاما منذ 1947 إلى 2017 سوى أسبوعين خلال حرب أكتوبر 1973!
حقا لقد انتصروا ولكن نصرا لم يدم طويلا لقد استطعنا بتخطيط وتدبير تدمير بلادهم وتشريد شعوبهم!
سيدى ترامب لعلك لا تعلم أن اليهود عاشوا فى شتات ألفى عام، وها هم يعودون وينشئون إمبراطورية قوية نووية!
شكرا عزيزى ترامب الشعب الإسرائيلى كله يعتبرك والدا وأخا وصهرا!
هناك معضلة كبرى قوية وقادرة لا يجب أن تغفل عنها لحظة واحدة وهى مصر، فيجب إنهاكها والتآمر عليها داخليا وخارجيا.
ملحوظة:
ليس مهما نشر رسالتى المهم أنك قرأتها
محمد السيد رجب
مدير عام سابق بالإسكندرية.
أما الرسالة الثانية:
دكتور عمرو مساء الخير كلمتكم الْيَوْمَ فى منتهى القسوة لكنها حقيقة، لا نستطيع إلا أن نسلم بها، أشعر بالعار وأشرف لنا أن نخرس، فنحن شعوب نعيش لنأكل حتى الطعام لا ننتجه، نحن نصرخ فقط حتى صراخنا ليست له قيمة. لا أشعر بالوجود بل بالعدم أضعنا كل شىء ولَم يتبق شىء. حالتى النفسية لا تتحمل مزيدا من الضربات، وأن الموت أفضل من هذه الحياة الچيفة.
محمد عبدالفتاح- باريس
أما الرسالة الثالثة (التحليلية) فتضمنت التالى:
رغم صحة ما جاء فى السرد الممتع لعمودكم: الصمت الرهيب إلا أنه تغافل عن أبعاد الصراع الإقليمى بين الخمسة الكبار بالمنطقة مصر والسعودية وإيران وتركيا وإسرائيل فى غيبة المشروع العربى، وتمدد المشاريع الإقليمية لإيران بصبغة شيعية مذهبية، وتركيا بصبغة عثمانية إخوانية، وإسرائيل كوكيل للغرب الإمبريالى فى المنطقة.
ما يجرى الآن من بوادر تسوية إقليمية لخلق نظام أمنى للشرق الأوسط يحافظ على حركة التجارة والعولمة فرغم أن قرار ترامب جزء منه مغازلة للوبى اليهودى لضمان دعمه، ومخاطبة قاعدته الانتخابية الإنجيلية والبحث عن نجاح يغطى على فشله الداخلى إلا أن جزءا منه يقوم على دعم الحليف الإسرائيلى على مائدة التفاوض لحسم الصراع قبل إنضاج التسوية السياسية مما سيعنى أن التسوية الإقليمية ستعكس الحقائق على الأرض وستهضم حقوق العرب بشكل كارثى.
أرسل تعليقك