آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

فيديو الإرهابى

اليمن اليوم-

فيديو الإرهابى

بقلم - عمرو الشوبكي

تناقلت المواقع الصحفية فيديو الإرهابى المتجول فى أحد الشوارع الرئيسية المجاورة لكنيسة مارمينا فى منطقة حلوان، حاملا سلاحه الآلى لمدة تجاوزت العشر دقائق قبل أن يطلق عليه الرصاص ويسقط على الأرض، ثم يهجم عليه أحد المواطنين ببطولة نادرة (عم صلاح) ويلقى القبض عليه، قبل أن يأتى عشرات الأهالى ويشلوا حركته وهم يهتفون ويكبرون فى حالة فرح عامرة.

الفيديو المتداول مذهل ويظهر فيه أكثر من جانب يحتاج لتحليل علماء اجتماع ونفس، فأولا هناك السهولة التى تحرك بها الإرهابى لمدة قاربت من 10 دقائق، وهى مدة نصفها كاف لانتقال تعزيزات أمنية فى الدول المتقدمة أو نصف المتقدمة، لكنها تمتلك أجهزة أمنية على قدر معقول من الكفاءة والمهنية، وثانيا هناك صورة عربة الشرطة شبه المدرعة، التى ظهرت فى الخلفية، ولم تتعامل مع الإرهابى وذهبت لحال سبيلها، أما ثالثا فهو تعامل الأهالى مع الإرهابى منذ ظهوره وهو شاهر سلاحه، فقد قذفوه بالحجارة والزجاجات الفارغة ودعوا عليه، وتسمع فى الشريط صريخ وبكاء النساء حين اقترب الأهالى منه، خوفا عليهم من شره، وحين سقط الإرهابى فى المشهد الأخير سمعنا الزغاريد والتكبير (الله أكبر) وانهالوا علية ضربا حتى ألقوا القبض عليه.

يقينا فى هذه المشاهد أهالى حلوان هم الأبطال الحقيقيون، فرغم كل القيود التى يفرضها الحكم على أى عمل أهلى أو سياسى أو نقابى، فقد أظهر الناس معدنهم الأصيل وتحركوا بصورة أكثر فعالية من الشرطة (رغم تضحياتها المؤكدة فى مواجهة الإرهاب)، وأن المجتمع الذى تحرص قوى نافذة كثيرة أن تظهره فى مظهر القاصر والفاشل، لعب دورا بطوليا فى حادثة، الثمن فيها هو فقدان الحياة.

فكراهية المصريين للعنف والإرهاب عميقة ومؤكدة، وهنا أى كلام يردده بعض متطرفى العلمانية ومعهم قلة من متطرفى الأقباط، بأن الإسلام والمسلمين يستحلون دماء المسيحيين وكنائسهم ويشمتون فى زهق أرواحهم كلام ليس فقط فارغاً وتافهاً إنما أيضا مغرض ورخيص.

نعم هناك إرهابيون يعدون بالمئات فى شعب عدد سكانه مائة مليون، يقومون بتلك الجرائم بحق المسيحيين ويستهدفونهم سياسيا ودينيا، ولكنهم فى نفس الوقت استهدفوا مسجدا وقتلوا 310 مصليى بريئين، ويستهدفون رجال الجيش والشرطة، ولايزال عموم الشعب المصرى يرفض أى استهداف لدماء وممتلكات المسيحيين مثل غيرهم.

المناخ الثقافى المتعصب والتمييز الذى يقع بحق الأقباط، وتوظيف الحبل السرى بين أجهزة الأمن وقوى متعصبة إسلامية فى مواجهة بناء الكنائس، أمر يختلف تماما عن موضوع الإرهاب والقتل على الهوية وانحياز المسلمين النفسى والوجدانى لأى مسيحى يتعرض لاعتداء من قبل إرهابيين.

فقد قدم أهالى حلوان نموذجا عظيما ورائعا فى التعامل مع العنف وزهق الأرواح ولم يعتبروا الكنيسة المسيحية مصدر خطر، إنما الإرهابى المسلم هو مصدر الخطر، وأن حالة الرفض فى شرفات البيوت وفى الشوارع الجانبية لهذا الإرهابى كانت معلنة، رغم مخاطرها الشديدة على حياة الناس.

سيبقى المجتمع المصرى ينبض بالحياة بصورة أكبر من كثير من مسؤوليه وأجهزته رغم القصف الإعلامى اليومى، الذى يسعى لتخلفه، ورغم القيود المفروضة على إظهار أفضل ما فيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيديو الإرهابى فيديو الإرهابى



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen