آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ما بعد الانتفاضتين

اليمن اليوم-

ما بعد الانتفاضتين

بقلم - عمرو الشوبكي

اندلعت انتفاضة الحجارة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة فى ديسمبر 1987 وأسفرت عن اتفاق أوسلو فى 1993 ودخول ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى الضفة الغربية (باستثناء القدس الشرقية) وغزة كخطوة على سبيل بناء الدولة الفلسطينية المستقلة.

وجاءت انتفاضة الأقصى فى عام 2000 احتجاجا على الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى وعلى انتهاك شارون لحرمة المسجد الأقصى، وأخذت طابع المواجهة المسلحة وسقط فيها ما يقرب من 4500 شهيد فلسطينى وجرح ما يقرب من 45 ألف شخص، أما على الجانب الإسرائيلى فسقط 334 قتيلا من الجيش و735 مستوطنا وما يقرب من 4500 جريح. وقد استمرت الانتفاضة الثانية حتى مؤتمر التهدئة الذى عُقد فى شرم الشيخ فى فبراير 2005 برعاية مصرية وحضره الرئيس الفلسطينى المنتخب حديثا محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى فى ذلك الوقت أرييل شارون وأسفر عن اتفاق تهدئة بين الجانبين وتجميد المواجهة الشعبية والمسلحة.

وبدلاً من أن تبحث الفصائل الفلسطينية عن وسائل جديدة للضغط على إسرائيل من أجل الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والانسحاب من الأراضى الفلسطينية المحتلة دخلت فى مواجهات مسلحة بلغت ذروتها فى 2007 حين قامت حماس بالسيطرة على قطاع غزة بالقوة المسلحة وطردت منه حركة فتح وهى محملة بخطاب إقصائى عدائى لكل من يخالفها فى الرأى ومتصورة أنها تستطيع أن تحرر القدس بإطلاق صواريخ عشوائية على إسرائيل، وحولت بوصلة العداء من إسرائيل إلى فتح، وسقط فى المواجهات بين فتح وحماس ما يقرب من 250 قتيلا وارتكبت حماس جرائم كثيرة بحق كثير من عناصر فتح فى غزة.

ومنذ ذلك التاريخ أضعف الانقسام الفلسطينى من الوزن العربى والفلسطينى فى أى تسوية مع إسرائيل، وأخذت الأخيرة الانقسام السياسى والجغرافى، أى سيطرة حماس على غزة وفتح على الضفة الغربية، حجة لاستكمال سياستها الاستيطانية واستمرار الاحتلال، واكتفت حماس بمواجهات مسلحة غير محسوبة مع إسرائيل دفع ثمنها آلاف من أبناء الشعب الفلسطينى دون أن يؤدى ذلك إلى تقديم إسرائيل أى تنازل يعيد جزءا من حقوق الشعب الفلسطينى.

وقد نجحت إسرائيل، عقب الانقسام الفلسطينى ثم عقب عدوانها على غزة فى 2010، فى اختراق الأراضى الفلسطينية بمئات العملاء والمأجورين، ووضعت آلاف المناضلين فى سجونها، خاصة من قيادات فتح الذين قادوا انتفاضة عام 2000 وعلى رأسهم مروان البرغوثى، وصعدت وجوه أخرى وأصبحت طرفا مؤثرا داخل الساحة الفلسطينية، كما مثل حجم الشهداء والمصابين الذى دفعه الشعب الفلسطينى عامل ضغط صعّب من قدرته على مواصلة النضال وحيدا بدفع هذا الثمن الباهظ.

وقد صعّب من مهمة الشعب الفلسطينى تراجع قضيته العادلة على الساحة العربية، فالسعودية ومعها معظم دول الخليج العربى تعتبر إيران أكثر خطورة وتهديدا لأمنها القومى من إسرائيل وتتحدث يوميا عن الخطر الإيرانى بصورة أكبر بكثير من الحديث عن الخطر الإسرائيلى، كما أن مصر تعانى من خطر الإرهاب بصورة مثلت تهديدا يوميا لأمنها القومى أكثر من إسرائيل وجعلها فى بعض الفترات تعتبر حماس (قبل المصالحة الأخيرة هذا العام) أكثر خطرا على أمنها من إسرائيل.

ما بعد الانتفاضتين انقسم الفلسطينيون وغاب العرب فتغولت إسرائيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد الانتفاضتين ما بعد الانتفاضتين



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen