أعلن، أمس الأول، الجدول الرسمى لانتخابات الرئاسة المصرية، واتضح قِصَر الفترة الممنوحة للمرشحين، سواء من أجل عمل الدعاية الانتخابية أو جمع التوكيلات، أو التواصل مع الناس من أجل إقناعهم ببرامجهم الانتخابية.
رغم أنه كان أفضل للجميع، خاصة للحكم، فتح هامش سياسى يُخرج جانبا مما فى أحشاء المجتمع المصرى إلى العلن والنور، ويدفع الحكم إلى إعادة قراءة الواقع الشعبى والمجتمعى وإيجاد منافذ سياسية لكثير من مشاكلنا التى تصور البعض أنه يمكن حلها بالصوت الواحد، وكله تماما، وتغييب النقاش العام.
بدايات أخرى لانتخابات الرئاسة تعطى مزيدا من الفرص لمنافسين حقيقيين للرئيس السيسى ربما كانت ستفتح الباب لإعادة الاعتبار للحلول السياسية التى من الواضح أن تاريخ نظمنا وقوانينا السياسية لم يعترف بها منذ عقود فكانت النتائج وخيمة.
الدكتور عادل أحمد الديب علق منذ أسبوعين على مقال «الحلول السياسية» بهذا التعليق اللافت:
الكاتب العزيز الدكتور عمرو الشوبكى
نكأت جرحا بنصل مملح
لو بعد ١٩٥٢ تفاوضنا مع الرأسمالية الوطنية بدلا من تأميمها.
لو تفاوضوا مع القوى السياسية بدلاً من تعقيمها.
لو تفاوضنا مع اليمن وصدرنا الأفكار بدلا من تسليحها.
لو صدقنا السادات ودعمناه بدلاً من حربه لخروجه على منهاج ناصر.
لو دعم العرب السادات أو على الأقل تركه بدلا من لعنه.
لو مال العرب وطفرة البترول استخدمت فى التنمية العربية بدلاً من التسليح.
لو ساندنا صدام بصفته حامى الجبهة الشرقية بدلاً من حرب إيران.
لو نُفذ اقتراح ترك جزيرتى وربه وبوبيان لصدام لترك الكويت بدلاً من حرب العراق.
لو وقفنا ضد غزو العراق كما يجب بدلاً من الاستسلام للاغتصاب الأمريكى.
لو فتح مبارك المجال السياسى بدلاً من تأمين المجال بتأميمه.
لو أقال مبارك العادلى فى التو ولم يتريث بدلاً من التصبر.
لو عندما قامت يناير تفاوضنا مع مبارك على صيغة رئيس بلا صلاحيات بدلاً من الفراغ.
لو عاملنا مبارك كما عاملت زيمبابوى موجابى بدلاً من إهانته.
لو تمهلت المحاكم ووسعت الرؤية لأحكام اتفاقات مستقرة بدلاً من نقضها.
لو لم نعين كل ناعق فى جهاز الدولة بدلاً من التفاوض.
لو لم نخضع للابتزاز ورفعنا الرواتب بربطها بالأداء.
لو هيئة الانتخابات فحصت طعن شفيق بدلاً من التسرع بإعلان النتيجة المشكوك بها.
لو تفاوض الإخوان على خروجهم الآمن بدلاً من الدامى.
لو كل كفاءة امتنع الحاقدون عن نقدها بدلا من دعمها.
لو كل سابقة كانت تحل بالتفاوض، لأنها حرفة لا نتقنها ونتقن التجريس والصدام والتظاهر والادعاء.
الحل فى تضمين التعليم مهارات التفاوض.
أى أن أنصاف المؤهلين يتوارون أو يُوارون.
السياسيون الديماجوجيون تبتعد عنهم النخبة التى تحتاج إلى غربلة هى الأخرى.
أهم منهج نحتاجه الآن هو التفاوض البناء القائم على الاستراتيجية والتخطيط والثواب والعقاب العادل وهدم الواسطة.
عفوا للإطالة.. ففى الفم ماء دافق.
لا أعرف لماذا عدت لرسالة د.عادل بمجرد متابعتى جدول الانتخابات، رغم أنها أكثر شمولا وتحكى وقائع مصرية وعربية إلا أنها ذكرتنى بفرصنا الضائعة.
أرسل تعليقك