آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تعليق على العنف الدينى

اليمن اليوم-

تعليق على العنف الدينى

بقلم - عمرو الشوبكي

اعتدت أن أتلقى رسائل عديدة تناقش أسباب العنف وظاهرة التطرف، حتى أصبح واضحا أن هناك مدرستين فى التعامل مع هذه الظاهرة: الأولى تركز على الإصلاح الدينى والفكرى، والثانية تركز على الأبعاد السياسية والاجتماعية والتنموية دون أن تلغى كلتا المدرستين أهمية المدرسة الأخرى.

وقد تلقيت من الدكتور محمود أمين الجمل، أستاذ الاقتصاد بجامعة رايس بالولايات للمتحدة الأمريكية، رسالة حول هذا الموضوع (أقرب لتوجهى فى هذا الشأن) جاء فيها:

تعليقا على سلسلة مقالاتكم الأخيرة المتعلقة بالعنف الجديد، وكنموذج له قاتل مانهاتن فى نيويورك، فرأيى أن الإسلام السياسى (بمعنى التفسيرات السائدة عن الإسلام وليس النصوص المقدسة) الذى بدأه جمال الدين «الأفغانى» كان بمعنى إسلام سياسى وطنى عند بداية القرن الماضى، ثم أصبح اشتراكياً فى منتصف القرن (والشاهد على ذلك كتابات محمد الغزالى ومصطفى السباعى وسيد قطب.. إلخ) ثم أصبح رأسمالياً بتمويل من دول الخليج، ثم تحول أخيراً إلى إسلام سياسى يمارس الإرهاب تحت عباءة الإسلام لمعاقبة المجتمع الدولى ونظام الرأسمالية العالمية (والدليل على ذلك يشمل استهداف مركز التجارة العالمى فى مانهاتن). وبالتالى لا أظن أن المسألة مسألة تطرف دينى فحسب، فمن يقومون بالأعمال الإرهابية فى الأغلب ضعيفو أو حديثو التدين، وما هم فى النهاية إلا كبيادق الشطرنج.

ولا يعنى هذا أن إصلاح الفكر والخطاب الدينيين ليس مطلوباً أو مهماً، على العكس تماماً، أنا أظن أن المجتمعات المسلمة بحاجة ماسة لهذا الإصلاح، مثلاً لدفع الظلم والأذى فى موضوع الطلاق الشفهى الذى أثير فى مصر، أو موضوع المساواة بين الأبناء والبنات فى الميراث كما أثير فى تونس. ولكنى موقن بأن هذا الإصلاح إذا تم فلن يحل مشكلة الإرهاب. فالإصلاح إذا تم سيساعد المسلمين فى حل بعض المشكلات الاجتماعية فى التضاد بين الحداثة والدين الموروث. أما مشكلة الإرهاب، فلن نجد لها حلاً كاملاً فى الإصلاح الدينى، لأنها أصلاً ليست مسألة دينية.

ومن الخطأ أن نتوقع خطوات إصلاحية من المؤسسات الدينية مثل الأزهر بمعزل عن المجتمع، فانتخاب بابا الفاتيكان الحالى فرانسيس مثلاً هو انعكاس لتطور المجتمعات الكاثوليكية من المحافظة الشديدة إلى الليبرالية التقدمية وليس العكس. لذلك أصلحت الكنيسة نفسها عدة مرات حتى لا تخسر الكثير من أتباعها. على العكس تماماً فى مصر، حيث نجد أن كثيرا ممن يبتعدون عن تعليمات الأزهر يبحثون عن حلول دينية ترفض الحداثة، وتتساوى فى ذلك الحركات الصوفية والسلفية، فالأولى تحث أتباعها على اتباع «طريقة» من العصور الوسطى، تماماً كما تحث الحركة السلفية أتباعها على اتباع فقه العصور الوسطى الذى يصفونه بهتاناً «بالشريعة».

إن مشكلة الإسلام السياسى بكل أنواعه ليست فقط مسألة فقه يبرر العنف باسم الدين (وإن كانت كذلك، فكتابات ابن تيمية التى اشتهرت بادئ ذى بدء لتحفيزه المسلمين لقتال المغول لن تختفى، والنصوص الشرعية التى يستند إليها مبررو العنف لن تختفى كذلك). إذاً، فحل مشكلة الإسلام السياسى الذى حوله البعض للإرهاب تتطلب حل مشكلات الفشل السياسى والاقتصادى المزمن فى المراحل المختلفة، وليس فقط «إصلاح الخطاب الدينى» كما يذاع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعليق على العنف الدينى تعليق على العنف الدينى



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen