آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

المنافسة المطلوبة

اليمن اليوم-

المنافسة المطلوبة

بقلم - عمرو الشوبكي

أعلن الرئيس السيسى رسمياً ترشحه لانتخابات الرئاسة لفترة ثانية، وبعده بساعات أعلن الفريق سامى عنان، «فجراً»، ترشحه لانتخابات الرئاسة ليتغير، ولو جزئياً، مشهد انتخابات الرئاسة بفتح باب للمنافسة لو قُدر لـ«عنان» الاستمرار فى السباق حتى النهاية.

والحقيقة أن انتخابات تنافسية تعنى أن الرئيس السيسى لا يزال لديه دعم شعبى، حتى لو فقد جزءاً كبيراً منه، فلا يزال هناك تيار كبير من المصريين يرى أن الرجل خلص البلاد من حكم الإخوان، وأعاد الاستقرار الأمنى إلى البلاد، وأنجز مشروعات اقتصادية عملاقة، ويخوض حرباً شرسة ضد الإرهاب، حتى لو لم ينجح فيها، إلا أن أنصاره يقدمون له الأعذار فى هذا المجال، على اعتبار أن الإرهاب ظاهرة عالمية، وأنه يستهدف أعتى الديمقراطيات.

هناك ما يمكن أن يقوله السيسى سياسياً لأنصاره بعيداً عن حملات الاغتيال المعنوى «الممنهج»، الذى يمارسه جزء كبير من الإعلام المؤيد تجاه مُنافِسيه المحتملين.

الرئيس أمامه فرصة تاريخية أن يقبل، ولو بقدر، بقواعد اللعبة السياسية، التى تضمن وجود منافسة ما بين مرشحين محتملين، حتى لو لم يحبهم، (وهو التعبير المهذب)، ولكن عليه قبولهم، لأن الشعب هو الذى يقرر، (حتى لو أخطأ)، فى أى تنافس سياسى مَن سيحكمه، تماما مثلما أن القضاء هو الذى يقرر ما إذا كان هذا الشخص فاسدا أم لا.

فى بلاد كثيرة التعددية بدأت مقيدة بسلطة «فيتو» أو سلطة وصاية مثلما شهدت تركيا لفترات طويلة نموذجا سياسيا يقبل بالتنافس والتعددية فى إطار العلمانية التى تحددها المؤسسة العسكرية، وكانت هذه هى البداية للتحول نحو نظام سياسى جديد تراجع فيه الدور المباشر للمؤسسة العسكرية فى العملية السياسية. وفى إيران هناك صراع أجنحة داخل نظام ولاية الفقيه يظل أفضل من النظم التى لا تعرف أى تنافس داخلى من أى نوع، وقد يؤدى إلى تعددية كاملة فى المستقبل المنظور تخرج عن سلطة الولى الفقيه.

وفى مصر هناك فرصة تاريخية أن تتقدم البلاد خطوة للأمام فى اتجاه تنوع على أرضية الدولة الوطنية، وترعاه المؤسسة العسكرية، ويُجنِّب البلاد انهيارات وأزمات كبرى، بأن تُدار المعركة الانتخابية القادمة بين الرئيس والمرشح الأقوى «عنان» على أرضية سياسية بعيداً عن التهم الجاهزة التى تُفقد النظام عناصر قوة يمتلكها ويهدرها بكل سهولة لصالح خطاب بذىء يضر بمَن فى الحكم أكثر من غيره.

إذا خرج الرئيس السيسى من «ثقافة التفويض» والإجماع، وقبِل بانتخابات تنافسية لا يحصل فيها على 90% (فى مصر لم يخسر رئيس فى السلطة استفتاء أو انتخابات تعددية منذ أن تأسس نظامها الجمهورى عام 1954)، وفتح قنوات تواصل مع معارضين وساخطين ومحبَطين ليس من أجل توزيع مغانم، إنما من أجل رفع مظالم وتصحيح مسار، فإن مصر ونظام الرئيس هما اللذان سيفوزان قبل أى منافس.

القبول بانتخابات تنافسية، مهما كانت نتائجها، سيعنى عملياً نجاحاً للنظام السياسى المصرى فى الانتقال من نظام الصوت الواحد الخطر إلى نظام التعددية المقيدة الآمن، ويفتح الباب أمام بناء دولة قانون وتحول ديمقراطى يحترم كرامة الشعب ويعتبره رقماً فى المعادلة السياسية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنافسة المطلوبة المنافسة المطلوبة



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen