آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

المعهد السويدى

اليمن اليوم-

المعهد السويدى

بقلم - عمرو الشوبكي

أغلق المعهد السويدى بالإسكندرية أبوابه بعد ما يقرب من 18 عاما من العمل الثقافى داخل مصر.

والمعهد الذى وقع إعلان إنشائه عام 2000 كل من عمرو موسى، وزير خارجية مصر الأسبق، وآنا ليند، وزير خارجية السويد الأسبق، كمركز للحوار بين الشرق والغرب وبين أوروبا والعالم العربى.

صحيح أن المعهد السويدى كان مؤسسة أجنبية تعمل فى مصر ولكنه عمل فى النور ومن خلال الدولة المصرية ويكفى أن من وقع على تأسيسه واحد من ألمع وزراء الخارجية العرب، كما أنه، وهو الأهم، لا ينتمى لتلك المؤسسات الدولية التى تأتى بغرض دعم فاعلين سياسيين بعينهم وتدخل فى المشهد السياسى المصرى مثلما جرى مع بعض المؤسسات الأمريكية التى هبط بعضها فجأة علينا عقب ثورة يناير.

المؤسف والمحزن أن أكثر من ورشة للمعهد السويدى ألغتها الأجهزة الأمنية وإحداها ألغيت قبل يوم من انعقادها رغم أنها كانت مغلقة وكان يحضرها وزراء ومسؤولون غربيون كبار، ثم عقدت بعد ذلك خارج مصر.

شاركت فى العديد من ورش عمل المعهد داخل مصر وخارجها، وأعرف مقدار الشفافية والبساطة والمهنية التى يتميز بها كل العاملين فى المعهد من سويديين ومصريين (خسر ما يقرب من 20 موظفا مصريا وأسرهم وظائفهم بعد إغلاق المعهد).

صحيح هناك توجه عام فى مصر الآن لا يرحب بالمؤسسات الأجنبية، خاصة أن بعض هذه المؤسسات كان طرفا فى عمليات تمويل سياسى وتدخل فى شؤون مصر الداخلية دفع الدولة إلى عدم الترحيب بالجميع وهو توجه تعميمى خطر، لأن ذلك سيعنى عدم الترحيب بأى تعاون مع جامعة أجنبية أو مركز أبحاث عالمى، بما يعنى عدم الترحيب بالعلم أصلا واعتبار التواصل العلمى والثقافى مع العالم الخارجى الذى كان أسباب نهضتنا فى عصرى محمد على وجمال عبدالناصر جريمة ومؤامرة تهز الأمن القومى للبلاد.

المعهد السويدى كان ضحية تلك الرؤية السائدة التى تجعل الموافقة على محاضرة لأستاذ أجنبى فى جامعة وطنية أمر شبه مستحيل ودعوة ضيف أو باحث من خارج الجامعة من سابع المستحيلات فى حين يتاح لطلاب الجامعات الأجنبية التعليم الجيد والحوار الثقافى والسفر للخارج وبالتالى الحصول على أفضل الوظائف داخل مصر أو خارجها.

غادر المعهد السويدى مصر بكل أسف إلى بلد عربى آخر، وما لم تمتلك الدولة رؤية واضحة تميز بين المؤسسات الأجنبية ذات الرسالة السياسية المباشرة وبين المؤسسات التى تفتح لنا أفقا للحوار الثقافى والعلمى وتعطى منحا للتطوير المهنى والتنمية وتحسين الخدمات ستزداد عزلتنا وسنخسر كل يوم ساحة تأثير دولى.

فشكرا للمعهد السويدى على كل جهوده ونتمنى ألا يطول غيابه عن مصر.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعهد السويدى المعهد السويدى



GMT 04:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل أميركا في سوريا

GMT 04:58 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عيون وآذان (أهم أخبار إدارة ترامب)

GMT 04:52 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

إنصافا للدبلوماسية المصرية

GMT 04:38 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف قبلي!!

GMT 04:36 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

خفض الأسعار والتضخم
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen