آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

القمصان الصفراء (2- 2)

اليمن اليوم-

القمصان الصفراء 2 2

بقلم - عمرو الشوبكي

اعتادت فرنسا الاحتجاجات التى تقف وراءها أحزاب وتنظيمات سياسية ونقابات عمالية، إلا احتجاجات أصحاب القمصان الصفراء الذين صالوا وجالوا فى كل المدن والطرق الفرنسية وهم يعلنون رفضهم سياسات الرئيس والبرلمان والأحزاب، بما فيها اليسارية والثورية، واعتبروا أنفسهم صوت الشعب، الذى لا يعبر عنه أحد من الطبقة السياسية.

والسؤال: كيف تتعامل النظم الديمقراطية مع الأصوات الاحتجاجية الرافضة للنظام والمؤسسات؟.. الملمح الأول هو أن النظام والمؤسسات فتحت منذ اللحظة قنوات مع المحتجين من خلال دَور الإعلام، الذى تابع لحظة بلحظة ما يجرى فى مواقع التظاهر، وسمح للمحتجين بأن يعبروا عن آرائهم من خلال الإعلام حتى لو كانوا يرفضون من الأصل وجود هذه المؤسسات ويرونها لا تعبر عنهم، ووضعوا حزب ماكرون الحاكم فى موقع الدفاع.

أما الملمح الثانى فهو قدرة النظام السياسى على دمج قطاع من هؤلاء المحتجين عن طريق الاستجابة لجانب من مطالبهم، التى تتركز فى إلغاء الزيادة فى سعر البنزين (حوالى 14%)، وأيضا التوقف على تحميل من يُعرفون فى فرنسا بذوى الرواتب مزيداً من الضرائب لا يتحملها الأغنياء والشركات الكبرى.

والحقيقة أن التجربة الفرنسية مع الثورات والاحتجاجات قديمة، ولعل ثورة أو احتجاجات الطلاب فى 1968 كانت البداية لتأسيس تيار أوروبى نجح فى دمج القوى الرافضة شرعية النظم القائمة لكى تعمل داخل المؤسسات القائمة، خاصة التيارات اليسارية الثورية التى نجحت المنظومة الديمقراطية فى تحويلها ليسار إصلاحى اشتراكى ديمقراطى.

أما مظاهرات القمصان الصفراء فهى لافتة لأنها فى بلد ديمقراطى لا توجد فيه قيود على عمل الأحزاب والنقابات، ومع ذلك شعر قطاع واسع من المواطنين بأن هذه المؤسسات لا تعبر عنهم فتظاهروا ضدها ورفضوها.

وقد شهد العالم العربى مظاهرات ضد الأحزاب والنخبة والمؤسسات الحاكمة فى العراق، ومصر (فى فترات سباقة) وتونس، مع فارق أساسى هو عدم قدرة (أو عدم رغبة) النظم الحاكمة فى دمج المحتجين فى العملية السياسية والمؤسسية القائمة.

التحدى الذى تواجهه فرنسا مع هذا النمط الجديد تماما من احتجاجات بلا عنوان، بلا قائد، بلا حزب، بلا نقابة (من الشعب مباشرة للسلطة)، هو فى قدرة نظامها السياسى والاقتصادى على استيعاب ولو جانبا من مطالب هؤلاء المحتجين، خاصة فى ظل طريقة استعلائية تعامل بها الرئيس الفرنسى مع الشعب وتجاهل فيها مطالب القيادات المحلية والجمعيات الأهلية، واكتفى بتأييد الأغلبية البرلمانية لسياسات حكومته وقراراته.

احتجاج فرنسا يقول إنه حتى فى النظم الديمقراطية هناك دائما أصوات لا تستطيع المؤسسات القائمة أن تستوعبها، ولابد أن تفتح لها الطريق وتستمع لها، وهذا لن يتم إلا بأن تجدد هذه المؤسسات من نفسها بالاستماع لصوت الشعب.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القمصان الصفراء 2 2 القمصان الصفراء 2 2



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen