آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

القدس عربية

اليمن اليوم-

القدس عربية

بقلم - عمرو الشوبكي

لو كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعلم أن نقله السفارة الأمريكية للقدس واعترافه بها عاصمة للدولة العبرية سيثير ردود فعل مؤثرة لدى حلفائه وأصدقائه العرب، لما أقدم على هذه الخطوة التى جاءت كحصيلة لسنوات طويلة من الفشل العربى داخليا وخارجيا، وجاءت الخطوة الأمريكية لتوقع عليه «بالبنط العريض».

القدس التى تراجع حلمنا فى عروبتها من المدينة كلها إلى قسمها الشرقى إلى بعض أحيائها، إلى المسجد الأقصى، لم يؤد إلى حصولنا على أى جزء منها، لأن المشكلة لم تكن قضية سوء تفاوض، إنما فشل كامل لأمة انشغلت فى صراعاتها الداخلية حتى ضعف وزنها الدولى وأصبح العالم غير مستعد للاستماع لأى حديث عن أن الصراع العربى الإسرائيلى هو سبب انتشار الإرهاب والفشل العربى، لأن أماكن الإرهاب صارت بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية، فأصبحت المجتمعات والنظم والميليشيات تشارك فى قتل بعضها البعض فى أكثر من بلد عربى دون أن تطلق جميعها طلقة واحدة على إسرائيل، بل وشهدنا صراعات دموية فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وسيناء لا مع إسرائيل، وقتل الإرهابيين التكفيريين المصلين فى المساجد والكناس ولم يطلقوا طلقة شاردة على إسرائيل، حتى أصبحوا عنوانا رئيسيا للفشل فى بيئتنا العربية الإسلامية.

الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل حصيلة واقع عربى مهزوم، غير قادر على الفعل ولا البناء فى الداخل والمواجهة فى الخارج، وعلينا ألا نتصور أن يأخذنا العالم بجدية طالما بقيت أحوالنا على ما هى عليه.

هل نستطيع أن نقول الآن إن إسرائيل فقط سبب مصائبنا؟ هل نستطيع أن نقول إن الاحتلال الإسرائيلى فقط هو الذى يرتكب جرائم بحق المدنيين، أم أن العرب قتلوا بأيديهم 300 ألف شخص فى سوريا، وشهدنا حربا أهلية فى ليبيا، ونظما مستبدة ترتكب جرائم فى كل مكان لم يتفوق عليها إلا الدواعش والتنظيمات التكفيرية.

فى العالم العربى هناك حكام مستبدون قضيتهم الأولى البقاء فى السلطة وقهر شعوبهم لا مواجهة إسرائيل ولو بالكلمة، ولدينا تنظيمات إرهابية تكفيرية تذبح وتقتل عربا، ولدينا ميليشيات متحاربة فى دول غائبة، ولدينا محاولات على أصابع اليد الواحدة لبلاد عربية نجحت فقط أن تقف على رجلها وامتلكت دولة وطنية راسخة وهامش حريات معقولا، دون أن تستطيع أن تخرج من براثن التخلف إلى آفاق التقدم، إنما بقيت فقط واقفة على قدمها، دون أن تكون قادرة على قيادة أى حملة قانونية أو سياسية ضد الاحتلال الإسرائيلى.

بكل أسف لن يستطيع العرب وقف القرار الأمريكى الصادم بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فالسعودية ومعها معظم الدول الخليجية تعتبر إيران أكثر خطرا من إسرائيل وتبحث عن دعم ترامب فى مواجهة إيران، ومصر ترى أن الإرهاب فى سيناء أكثر خطورة على مستقبلها وأمنها من إسرائيل.

ورغم أن القضية العادلة الوحيدة التى يملكها العالم العربى الآن هى القضية الفلسطينية، إلا أنه لم يعد قادرا على الدفاع عنها لأنه لم يعد يعرف معنى وقيمة العدالة فى داخل نظمه، ولم يعد مؤثرا فى الخارج.

قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل هو ليس فقط رسالة استخفاف واستهانة بالعالم العربى، إنما أيضا إقرار بفشلنا الحكومى والمجتمعى.

القدس عربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القدس عربية القدس عربية



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen