آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

.. وتكلم الصادق المهدي

اليمن اليوم-

 وتكلم الصادق المهدي

بقلم- عمرو الشوبكي

رفض الصادق المهدى الدعوة التى أطلقتها قوى الحرية والتغيير فى السودان (التى هو عضو فيها) بالإضراب العام والعصيان المدنى عقب تعثر مفاوضاتها مع المجلس العسكرى، بسبب الخلاف حول تركيبة المجلس السيادى الذى طالبت قوى الحرية والتغيير بأن يكون رئيسه وأغلب أعضائه من المدنيين، فى حين أصر المجلس العسكرى على أن يكون غالبية أعضائه ورئيسه من العسكريين.ومثّل موقف الصادق المهدى الميلاد الحقيقى لبلورة تيار إصلاحى حقيقى فى السودان بعيدا عن «المزيدات الثورية»، وهو موقف قد يفتح الطريق أمام كسر ثنائية الاستقطاب فى الساحة السودانية ممثلة فى المجلس العسكرى والقوى الثورية.ويمكن اعتبار الصادق المهدى من السياسيين القلائل فى العالم العربى ذوى التاريخ الكبير المحافظ على إيمانه بالعدالة والديمقراطية، صحيح أنه ليس محل إجماع فى السودان، وسبق له أن حكم البلد قبل أن ينتقل لعقود طويلة إلى صفوف المعارضة والمنفى، إلا أنه لا أحد ينكر خبرته وإخلاصه لوطنه وأفكاره أيًّا كان الاتفاق والاختلاف معها.وقد تبنى المهدى مع بداية الحراك الشعبى فى السودان الخيارات الثورية التى تمثلت فى الإسقاط الفورى للبشير (تسقط بس) دون أى تصور للنظام أو المسار البديل، بل اعتبر إسقاطه بمثابة «كبسولة التحرير»، وهو أمر فى الحقيقة يمكن فهمه من جماعات جديدة على العمل السياسى أو شباب فى بداية العشرينيات من عمرهم، ولكن بدا الأمر غريبا أن تخرج هذه الدعوة من سياسى مخضرم بتاريخ الصادق المهدى.ورغم أنى كنت منتظرًا من الصادق المهدى أن يركز دوره وثقله السياسى على وضع كل الضمانات لكيلا يترشح البشير مرة أخرى فى انتخابات الرئاسة مع بداية العام المقبل ويحافظ بذلك على المسار الدستورى بدلا من حالة الفراغ الحالية.. وبما أن الرجل قد اختار أثناء الثورة أن يكون جزءا من تيار «تسقط بس» وقوى الحرية والتغيير حتى لا يفقد تأثيره فى الشارع ويخسر أغلب الرأى العام الذى طالب بالإسقاط الفورى للبشير.. إلا أن الرجل عاد بجرأة وشجاعة لجذوره الإصلاحية وقدم طرحًا جريئًا رغم مزايدات الكثيرين برفض الإضراب العام، وهو بذلك يسجل أول نقطة مؤثرة لصالح بناء تيار إصلاحى فى السودان، يعى أن التحدى الآن هو فى بناء نظام جديد، وهو ما يتطلب تحالفات وعلاقات قوة وضغطًا شعبيًّا من أجل البناء والإصلاح وليس فقط الرفض والاحتجاج.السودان يحتاج إلى رجل جسر إصلاحى وليس حكمًا عسكريًّا ولا ثوريًّا ولا إخوانيًّا، وسواء كان الصادق المهدى هو هذا الرجل الجسر أو غيره، فإن رفضه الإضراب العام قد فتح الباب أمام ظهور تيار جديد ربما ينقذ السودان من الاستقطاب الحالى ويؤسس لدولة قانون وتجربة تحول ديمقراطى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وتكلم الصادق المهدي  وتكلم الصادق المهدي



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen