آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

40 عاماً على كامب ديفيد (1- 2)

اليمن اليوم-

40 عاماً على كامب ديفيد 1 2

بقلم - عمرو الشوبكي

فى مثل هذا اليوم يكون قد مر على اتفاقية كامب ديفيد 40 عاما بالتمام والكمال، حين وقّعت كل من مصر وإسرائيل على معاهدة كامب ديفيد برعاية أمريكية بعد 13 يوما من المفاوضات الشاقة فى منتجع كامب ديفيد الأمريكى.

وقد تضمنت الاتفاقية إطارين للتسوية: الأول كان تحت عنوان إطار السلام فى الشرق الأوسط، ونص على ضرورة حصول الفلسطينيين على حكم ذاتى فى خلال 5 سنوات وتم فيه تجاهل قضية القدس وعودة اللاجئين والمستوطنات، أما الإطار الثانى فحمل عنوان إطار معاهدة السلام، وهو الذى أسفر فى العام التالى عن معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل أسفرت عن انسحاب إسرائيلى من سيناء.

والحقيقة أن كامب ديفيد كانت زلزالاً مدوياً فى العالم العربى، وأذكر أنى دخلت جامعة القاهرة فى «عام المعاهدة» حين كان المزاج الطلابى اليسارى والإسلامى معارضا لها، ولكن السادات نجح منذ اليوم الأول فى أن يكون لها أنصار ومؤيدون داخل الجامعة وخارجها، رغم أن الهوى العام فى هذه السن عادة ما يكون معارضا لأى سلطة.

والحقيقة أن إفراج الإدارة الأمريكية عن الوثائق المتعلقة بتلك المفاوضات جعل قراءتها فرض عين على كل مهتم بالعلاقات الدولية، وبالصراع العربى الإسرائيلى، وأيضا بأداء النظام السياسى المصرى، خاصة الرئيس السادات الذى كان محل نقد من أطراف عربية ومصرية على السواء.

لقد استمرت المفاوضات بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين 13 يوما، بدأ فيها السادات بتقديم مقترحاته المصرية للجانب الإسرائيلى، فى حين أن بيجين- كما تقول الوثائق- جاء بغرض تفنيد المقترحات المصرية (أى لم يأتِ بأى مقترحات)، وتمسك الرئيس السادات بموقفه ورفض بضراوة وجود مستوطنة إسرائيلية واحدة فى سيناء، حتى لو قبل بترتيبات أمنية تتعلق بتوزيع القوات المصرية.

السادات اشتبك فى نقاش حاد منذ اليوم الثانى للمفاوضات مع بيجين، وقدم رؤية سياسية تقول إنه يمتلك أوراق قوة كثيرة حتى لو خسر بعضها نتيجة خطوته نحو السلام، وإنه أراد أن يقدم نموذجا للعالم العربى بأن المستقبل فى السلام، وأن هذا السلام سيفيد أيضا الجانب الإسرائيلى وسيجعلها دولة مقبولة بين جيرانها العرب.

فتحت كامب ديفيد الطريق لتوقيع معاهدة صلح منفرد بين مصر وإسرائيل، ولكنها فشلت فى استعادة الحقوق العربية المشروعة فى بناء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، بل اعتبرها الكثيرون مسؤولة عن إهدار هذه الحقوق بخروج أكبر بلد عربى من ساحة المواجهة مع إسرائيل.

يقيناً، كامب ديفيد لم تكن كلها شراً، والسادات كان وطنياً يُختلف مع بعض أو كل توجهاته، والمشكلة الحقيقية أن العرب فقدوا كثيراً من أوراقهم، ليس فقط بسبب كامب ديفيد، إنما بسبب ضعفهم وانقسامهم وسوء أدائهم الداخلى، وسنقرأ غداً تأثيرات كامب ديفيد على المسارين العربى والمصرى.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

40 عاماً على كامب ديفيد 1 2 40 عاماً على كامب ديفيد 1 2



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:24 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اجتماع للحكومه اليمنية للوقوف على الأوضاع الراهنة في تعز

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 01:44 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة توضح مساعدة الأنظمة الغذائية في التصدي للأمراض

GMT 12:20 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وزارة التربية الفلسطينية تعلق الدراسة في "رام الله" و"البيرة"

GMT 04:58 2017 الأحد ,01 كانون الثاني / يناير

جاكلين عقيقي تؤكد أن "القوس" من الأبراج الأكثر تفاؤلًا

GMT 19:20 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النجم الفرنسي أوليفيه جيرو يحرز جائزة بوشكاش

GMT 13:49 2019 الخميس ,14 شباط / فبراير

عرض كارولينا هيريرا carolina Herrera 2015
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen