آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

شغب ملاعب لا حرب شعوب

اليمن اليوم-

شغب ملاعب لا حرب شعوب

بقلم/عمرو الشوبكي

شاهدت شوطاً من مباراة الأهلى والفيصلى الأولى مصادفةً فى أحد مقاهى القاهرة، وشاهدت هدف الأهلى فى الدقيقة الأخيرة من مباراته الثانية مع نفس الفريق، التى هُزم فيها بهدفين مقابل هدف أيضاً مصادفةً فى نادى الصيد بالدقى، وفيما عدا ما بثته مواقع التواصل الاجتماعى من مشاهد لرفع الحذاء فى وجه الجمهور وشتائم رئيس نادى الزمالك دون أى حسيب أو رقيب (كما هى العادة) فإنى لم أهتم بمشاهدة مباريات البطولة العربية من بدايتها حتى نهايتها.

وقد تابعت عبر المواقع المختلفة ما جرى فى نهائى البطولة العربية بين فريقى الفيصلى والترجى من شغب، وعكس عمق الأزمة التى تدار بها العلاقات العربية، وكيف تحولت الرياضة من وسيلة للتقارب أو التنافس الصحى إلى طريق لتوتر العلاقات وممارسة أسوأ درجات الشحن القَبَلى بين الشعوب، ويتحول خطأ لاعبى الفيصلى وجماهيره الذى شاهدنا ما هو أسوأ منه فى الملاعب المصرية والأردنية إلى صراع قومى بين البلدين على طريقة «ضربونا فى بلادنا وكسروا ملاعبنا».. وغيره من الكلام الذى تردده المجتمعات التى لا تنجز فى أى مجال علمى واقتصادى، فتتحول معارك الملاعب إلى معارك بين الدول والشعوب.

شغب الملاعب يحدث فى كل دول العالم، وكثيراً ما شهدنا عنفاً فى الملاعب الأوروبية أكثر قسوةً وإجراماً مما يجرى فى ملاعبنا العربية، وظل الفارق بيننا وبينهم فى أنه بقى عندهم شغباً بين مشجعى كرة القدم وليس معركة بين الشعوب مثلما يجرى عندنا.

ما فعله بعض لاعبى الفيصلى وجزء من جماهيرهم جريمة يتحملها من قام بها وليس كل الشعب الأردنى، وفى نفس الوقت لا يمكن قبول- من بعض الأردنيين- تحويل مشكلة مع حكم المباراة الذى كان يمكن أن يكون غير مصرى إلى مشكلة مع الشعب المصرى.

شغب الملاعب يتحول فى العالم العربى إلى فرصة للكراهية (مثلما جرى بين مصر والجزائر فى 2009)، ونشر الكلام الأهبل على طريقة «الأردن أهينت بحبس قلة من مشاغبيها المعتدين» أو أن مصر أهينت لأن مدرجاً فى استادها تم تكسيره من «أجانب»، وهو ما تكرَّر أكثر من مرة من بعض الجماهير المصرية.

والحقيقة أن الصادم فيما جرى عقب المباراة، وشاهده الملايين على المواقع الصحفية المختلفة وفى البرامج الرياضية، هذا الغياب الكامل لرجال الشرطة فى حماية الحكم والتعامل الفورى مع شغب الملاعب، ولا نقول كما يتعاملون مع الألتراس، إنما على الأقل يتم التعامل السريع مع المشجعين المشاغبين لمنعهم من تحطيم أحد المدرجات خاصة أنهم كانوا بالعشرات.

الحكم الذى ظل لاعبو الأردن يتناوبون الاعتداء عليه لم نرَ فى كل الصور ضابطاً واحداً من أى رتبة، كما نراهم فى الدورى المحلى يحمى الحكم، وحتى جنود الشرطة بدوا تائهين وسط الملعب وكأن الأوامر التى صدرت لهم كانت حماية منصة التتويج وليس حماية الحكم.

شغب الملاعب يحدث فى كل مكان، وبدلاً من أن نحول الموضوع لقضية كرامة وطنية فعلينا أن نعترف ونحاسب تقصير الشرطة التى كُلِّفت بحماية المباراة، ولو كانت تعاملت بحرفية وفاعلية وحمت الحكم لما تصاعد الموقف إلى هذه الدرجة المؤسفة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شغب ملاعب لا حرب شعوب شغب ملاعب لا حرب شعوب



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen