آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

عزاء رفعت السعيد

اليمن اليوم-

عزاء رفعت السعيد

بقلم/عمرو الشوبكي

أديت واجب العزاء أمس الأول فى وفاة السياسى والمفكر الكبير الدكتور رفعت السعيد، وشاهدت رموز مصر الفكرية والسياسية من كل الاتجاهات ومن كل الأجيال امتلأ بهم سرادق العزاء عن آخره فى مشهد أعطى ألف رسالة لمن شمتوا فى موته (وكأنهم خالدون) من أعضاء جماعة الإخوان الذين لم يتركوا رمزا مصريا إلا سبوه وأهانوه لمجرد خلافه معهم.

والمرحوم رفعت السعيد له تاريخ نضالى كبير فهو أحد رموز جناحها الأبرز هو الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى (حدتو) والتى دعمت عبدالناصر فى كل معاركه ضد الاستعمار، وعارضت السادات فى كل سياساته سواء حين تحالف مع الإسلاميين أو حين وقع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.

رفعت السعيد لدية موقف فكرى واضح ممن كان يسميهم «المتأسلمين» فهم بالنسبة له أعداء للوطن مثل الاستعمار، وكتابه الذى قرأته منذ أكثر من 30 عاما: حسن البنا متى وكيف ولماذا؟ يعد من أكثر الكتب نقدية لفكر مؤسس الجماعة.

رفض المرحوم رفعت السعيد تيارات الإسلام السياسى بكل فصائلها جذريا، وأصله فى كتب وأبحاث منشورة لا بالقتل والقنابل، وهو توجه لم تتفق عليه كل التيارات المدنية ليس دفاعا عن فكر الإسلاميين، إنما لأنهم اعتبروا أن الدكتور رفعت وتياره أغمض عينه عن انتهاكات كثيرة فى مجال الحريات وحقوق الإنسان وسوء الأداء السياسى والاقتصادى على اعتبار أن البلد تتعرض لخطر أكبر هو الإرهاب والإخوان، واعتبروا أن النظم التى تغيب فيها دولة القانون والشفافية وعديمة الكفاءة لن تنتصر فى معركة الإرهاب ولا التنمية بشقيها الاقتصادى والسياسى.

لم يؤيد الرجل ثورة يناير وأغضب كثيرا من الثوريين الذين تصوروا أن البلاد تتغير فقط بالاحتجاج والتظاهر وتخوين كل من اختلفوا معهم، ولم يكن الدكتور رفعت، رحمه الله، مخطئا فى كل ما قاله عن تيار محدد ساهم فى تخريب ثورة يناير واختطافها لصالح الإخوان والاستبداد.

الجدل الذى أثاره رفعت السعيد طوال رحلته النضالية الطويلة يحتاج لتأمل، فالرجل فى النهاية جزء من التيار المدنى، وهو تيار رغم عيوبه الداخلية وضعفه وانقسامه إلا إنه يعرف تنوعا فى الأفكار والمواقف لا تعرفه جماعة الإخوان.

عبر رفعت السعيد عن تيار واسع من العلمانيين واليساريين فى مصر، فى حين أن هناك قطاعا آخر من قلب التيار المدنى اليسارى واليمينى وحتى من داخل حزبه (التجمع) اختلف معه بشده، فى حين لن تجد شخصا واحدا ينتمى تنظيميا لجماعة الإخوان يمكن أن يقول شيئا مختلفا عما حفظه كل يوم فى كتالوج الصباح، فنفس الكلام ونفس الجمل ونفس المواقف يرددونها بلا تغيير، فهم جميعا يشمتون فى موت كل مخالفيهم وكأنهم خالدون، ويسبون الموتى دون أدنى احترام لحرمة الموت، ويتوعدون كل مخالف بالقتل والتصفية باعتبارهم جميعا انقلابيين.

لن تجد بنى آدم سوى يشمت فى الموت ويكيل كل هذا السباب لشخص أصبح بين يدى الله إلا جماعات التحريض على العنف والإرهاب.

رحلة رفعت السعيد وحياته دليل تنوع وحيوية كل من انتمى للقيم المدنية فى المجتمع المصرى ودليل فقر وجهل من انتمى لجماعات التكفير والقتل والإرهاب.

رحم الله الدكتور رفعت السعيد وغفر له.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزاء رفعت السعيد عزاء رفعت السعيد



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen