مثلت قصة آية حجازى جرحا كبيرا لكثير من المصريين، بعضهم تواصل معى عبر البريد الإلكترونى على مدار الأسبوعين الماضيين، خاصة من المقيمين خارج مصر.
وستبقى معضلة النظام السياسى الحالى فى مصر أنه يسعى لتكييف نفسه اقتصاديا مع المنظومة المالية العالمية من أجل الحصول على قروض من البنك الدولى، ويدعو العالم الخارجى للسياحة والاستثمار فى مصر، وفى نفس الوقت يتحدث عن المؤامرات الغربية ويتهم كل صاحب رأى مخالف بأنه جزء من هذه المؤامرة.
فمصر ليست دولة ممانعة ولا تواجه الاستعمار ولا تقود التحرر الوطنى مثلما جرى فى عهد عبدالناصر، إنما هى تحاول أن تندمج فى المنظومة الاقتصادية العالمية وفى نفس الوقت تخرج خطابا سياسيا خارج الزمن وغير متسق حتى مع هذه التوجهات الاقتصادية.
وقد اخترت رسالتين من خارج الحدود فتحتا مرة أخرى جرح آية حجازى إحداهما أقرب فى موقفها إلى خطاب التأييد، ومن هنا كانت حسرة صاحبها أكبر وأعمق.
الدكتور عمرو
تحية واحترام.
سؤال يجب أن يوجه لمن يدعون أن آية حجازى جاسوسة لمجرد استقبالها فى البيت الأبيض، العمال المصريون المحتجزون فى ليبيا الذين قيل وقتها إن القوات المسلحة ساهمت فى تحريرهم، وقام الرئيس السيسى باستقبالهم، هل كانوا جواسيس؟ لماذا لا نطبق المنطق على أنفسنا؟
فى تقديرى أن الحكم القضائى كشف تعنت وفشل بعض الجهات الأمنية فصارت تروِّج هذه الأقاويل فقط للتغطية على كسرها للقانون وفشلها الذريع- لما يقارب السنوات الثلاث- لإيجاد أى دليل إدانة لشباب كان خطؤهم أن تحمسوا لخدمة بلدهم. مؤخراً أعجبنى عنوان مقالة معبِّر «اعمل الخير وارميه فى مصر».
ماهر السراج
مستشار إدارة المراكز الطبية والمستشفيات- الولايات المتحدة الأمريكية.
أما الرسالة الثانية:
صباح الخير دكتور عمرو
أحرص دائما على قراءة كلمتكم بـ«المصرى الْيَوْمَ» بل أنا متابع لما تكتبه منذ سنوات طوال وأحترمه، والسؤال: ألم يكن من الأفضل أن يتدخل رئيس الجمهورية من البداية، وبذلك نفوت الفرصة على الرئيس الأمريكى فى الاعتداء على سيادتنا؟
لماذا يستمر مواطن رهن الاعتقال لمدد طويلة؟ ألا يسمى هذا انتهاكا لدولة القانون والعدل؟ من هو المسؤول عن جرح الكرامة المصرية أم لم يعد هناك كرامة؟ هناك أخطاء قاتلة ترتكب باسم مصر وأصبحت أعتقد أنه ليس هناك من يدافع عن هذه الكرامة المهدرة تحت أقدأم الغير! هل رئيس الجمهورية هو المسؤول الأول عما يحدث أم القضاء؟.
لماذا يُترك إنسان برىء مسجونا دون سند قانونى؟
نعرف جيدا أن هذه الآية تحمل الجنسية الأمريكية، لكن ألم يكن يكفيها أنها مصرية حتى تُعامل باحترام؟
أنا لا أنتقد الرئيس الأمريكى لأنه يدافع عن مواطنته حتى ولو كانت تحمل جنسية أخرى... لماذا المواطن المصرى يُعامل باحتقار داخل بلده وخارجه؟.. أين شرفنا؟.. أشعر بألم شديد لما يحدث.. وعلى الرغم من أن الرئيس السيسى قدم المثل وقابل العديد من المصريين داخل قصر الرئاسة وهذا لم يحدث من قبل إلا أننى أسأل: لماذا نعطى الفرصة للآخرين للقفز علينا؟ إن لم يكن الإنسان المصرى محترما داخل بلده فهل تعتقد أنه سيعامل باحترام خارجه؟ للأسف يعتصرنى الألم وكُتب علينا أن نُهان داخل مصر عند الوصول وعند الخروج وفِى التعامل مع المؤسسات المختلفة.
ولماذا نذهب بعيدا وأسألك سؤالا محددا: أين دولة القانون فى عدم تصعيدك إلى مجلس الشعب؟ هذا أكبر دليل على غياب دولة القانون.
حسرتى على بلدى ستؤدى إلى أن يتوقف قلبى إلى الأبد.. محمد عبدالفتاح- باريس.
أرسل تعليقك