آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

هل ستغير الحكومة الجديدة؟

اليمن اليوم-

هل ستغير الحكومة الجديدة

بقلم/عمرو الشوبكي

ضمت الحكومة الجديدة كفاءات كثيرة ربما لم نعتد عليها فى كثير من حكوماتنا السابقة، ومع ذلك ظل السؤال: هل ستستطيع الحكومة أن تغير الواقع الاقتصادى والسياسى لعموم المصريين، رغم كل القيود المفروضة على حركتها، وضعف أداء البرلمان؟ وهل ستختلف الصورة عما اعتاد عليه الناس فى عهد مبارك، حين ضمت حكومة نظيف كفاءات مهنية عديدة، ولكن الإطار السياسى الذى تحركت فيه وارتباطها بمشروع التوريث جعلها غير قادرة على الإنجاز، خاصة فى مجال الإصلاحات السياسية؟

صحيح أن الإطار السياسى الذى تتحرك فيه الحكومة حاليا مختلف عما كان موجودا فى عهد مبارك، وهناك مشاعر وطنية صادقة أيد بها قطاع واسع من المصريين الرئيس السيسى، ولكنها تراجعت نتيجة إهدار العدالة ودولة القانون، وهى أمور لو غابت فلن تستطيع أى حكومة أن تحقق إنجازات حقيقية، لأن شرط أى نجاح اقتصادى هو دولة قانون وإرادة سياسية للإصلاح.

والحقيقة أن تفاؤلى بعدد من وزراء الحكومة الجديدة (ومازال) اعترض عليه البعض، فكانت رسالة الأستاذ أحمد هوبى، التى قال فيها:

«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بخصوص مقال حضرتك عن الحكومة الجديدة.. أختلف معكم بشأن التفاؤل بهذه الحكومة، رغم عدم الاختلاف على كفاءة الأشخاص، لأن التغيير لن يكون بتغيير الأشخاص ولكن بتغيير السياسات، فالوزير فى مصر، مهما كانت كفاءته واجتهاده، محكوم بإطار تشريعى متضارب وجهاز بيروقراطى ضخم ولوائح إدارية عقيمة ومعوقة، ومازلت مقتنعا بأن مصر فى الظرف السياسى الراهن وتحولات الإقليم والعالم تحتاج إلى وزير سياسى قادر على إقناع الرأى العام وإرسال رسائل إيجابية إلى مجتمع المال والاستثمار العالمى لتغيير الانطباع السلبى عن مصر فى دوائر السياسة العالمية، فبدون ثورة تشريعية تنسف اللوائح المعوقة وتخلق بيئة تشريعية مواتية ومساحات حقيقية للوزير من أجل الحركة والتأثير فلا يوجد تغيير جوهرى منشود.

باختصار نحتاج حكومة قليلة العدد بدمج مزيد من الوزارات، فلا معنى لوجود وزير للطيران ووزير للسياحة ووزير للآثار، فمجال عملهم تقريبا واحد، وغيرها فى وزارات الخدمات ووزارات الاقتصاد، فمطلوب حكومات صغيرة العدد، لا تتجاوز 16 وزيرا، وبيئة تشريعية ولوائح مواتية، ونحتاج إلى وزير سياسى يهتم بالاستراتيجية والسياسات ومخاطبة الرأى العام، فالأعمال الفنية لكل وزير منوط بها وكيل الوزارة، ولا أفهم لماذا الإصرار على وجود وزير داخلية ضابط شرطة ووزير صحة    

 طبيباً... إلخ، فالمطلوب كوادر إدارية وسياسية قادرة على إحداث فارق جوهرى حقيقى، فالوزير السياسى مهم جدا لإحياء الحياة الحزبية.. مطلوب حكومة سياسية رشيقة، بتشريعات ولوائح محفزة، بصلاحيات حقيقية، بتوجه سياسى واضح يمينى أو يسارى، لا نريد سكرتارية للسيد الرئيس.. حفظ الله مصر شعبا وجيشا».

والحقيقة أن هذه الرسالة لا أختلف مع جوهرها، ولكن الوزير السياسى عملة نادرة، ولا يوجد أى توجه من النظام الحالى يقول إنه حريص على إحداث تنمية سياسية وحزبية داخل المجتمع، وبالتالى ستظل الأحزاب ضعيفة وغير قادرة على أن تفرز وزراء ومسؤولين، فكلهم قادمون من دولاب الدولة أو قطاع الأعمال أو الجامعات الخاصة، ولا يمكن أن ننتظر أن تنشط الأحزاب لتشكل الحكومة (سننتظر كثيرا)، إنما يجب الحرص على دعم أى جهود للوزراء الأكفاء داخل الحكومة الجديدة لحل جانب من مشاكل الناس وتحقيق حد أدنى من التنمية والإصلاحات حتى نعى جميعا أهمية وجود شراكة حقيقية بين أجهزة الدولة والمجتمع السياسى والأحزاب.

فهل ستنجح الحكومة فى ذلك؟ غير مؤكد، ولكن دعنا جميعا نحاول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستغير الحكومة الجديدة هل ستغير الحكومة الجديدة



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen