آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مسلسل قتل الأقباط

اليمن اليوم-

مسلسل قتل الأقباط

بقلم/عمرو الشوبكي

سقط 30 شهيداً مسيحياً، بينهم أطفال ونساء، استهدفتهم أيدى الإرهاب الغادرة وهم فى طريقهم إلى أحد الأديرة للتعبد والصلاة بهدوء وسكينة.

هذا ليس الحادث الأول الذى يستهدف المسيحيين فى مصر ولن يكون بكل أسف الأخير، وكل من يضع إرهاب الثمانينيات والتسعينيات فى كفة واحدة مع الإرهاب الحالى يساعد فى استمراره، لأنه يقدم منذ اللحظة الأولى روشتة غير قادرة على مواجهته.

العنف الذى استهدف الأقباط فى العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضى على يد الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد كان عنفا عقائديا ودينيا تعامل معهم كأهل ذمة ليس لهم حقوق المواطنة، وعارض بناء كنائسهم، وأحل أموالهم، ولكنه لم يرسل انتحاريين لتفجيرها ولم يستحل أرواحهم ودماءهم، على خلاف ما يجرى الآن على يد تنظيم داعش الذى تراجع المكون العقائدى فى صياغة الموقف العدائى من المسيحيين (دون أن يختفى بالطبع) لصالح التعامل معهم باعتبارهم جماعة سلطة وأحد أذرع النظام الحاكم السياسية.

والمؤكد أن مسلسل قتل الأقباط بدأ عقب بث شريط داعش منذ 6 أشهر، وأعلن فيه استهداف المسيحيين بشكل واضح، ونشر خطابا تحريضيا على مواقع التواصل الاجتماعى لم يشر فيه لمفاهيم أهل الذمة التى تبنتها الجماعات الجهادية فى سبعينات القرن الماضى، بل تعامل معهم باعتبارهم فئة سياسية باغية قبل أن يكونوا طائفة دينية يجب اضطهادها، ووضعهم فى نفس مرتبة النظم التى يحاربونها ويصفونها بالنظم الطاغوتية أو المرتدة، واعتبرهم جماعة حكم مسؤولة عن المظالم التى يتعرض لها المسلمون، وهو كلام ليس فقط مغلوطا، إنما أيضا يلوى حقائق الواقع ويزوّرها، لأن المسيحيين ليسوا جماعة حكم، كما أنهم ليسوا جميعا مؤيدين للنظام الحالى، حتى لو كان الخوف من استهدافهم من قبل العناصر الإرهابية أحد الأسباب الرئيسية وراء دعم تيار واسع منهم للدولة والحكم.

والواضح أن عملية المنيا الإرهابية هى عملية داعشية بامتياز، فالتخطيط المتقن، والزى العسكرى الذى ارتدته العناصر المنفذة، وأعدادهم الكبيرة نسبيا (10 أفراد)، والوحشية فى الهجوم باستهداف الأطفال والنساء، كلها مظاهر تؤكد (حتى قبل أن يعلن التنظيم مسؤوليته عن الجريمة) أنها من فعل داعش الإرهابى.

يقيناً مواجهة الإرهاب الجديد لن تكون فقط (وربما أساساً) بتجديد الخطاب الدينى ونشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة وإصلاح الأزهر، لأن هؤلاء الإرهابيين فى غالبيتهم الساحقة لم يتفقهوا دينيا ولو فى الاتجاه الخاطئ مثلما فعلت عناصر الجهاد والجماعات الإسلامية فى سبعينيات القرن الماضى. كما أن معظمهم لم يقرأوا كتابا واحدا فى الفقه المتشدد، ولم يحفظوا حتى آيتين من القرآن الكريم، وتم شحنهم بخطاب ثأر وانتقام سياسى فى مواجهة رموز الدولة والمسيحيين باعتبارهم مؤيدين لها، ثم برروا القتل بقشور دينية.

نعم نحتاج لإصلاح التعليم وتجديد الخطاب الدينى لتحديث مصر وتقدمها وليس للانتصار على الإرهاب، فهذا الكلام يحاول أن يلقى مسؤولية الإخفاق السياسى والاقتصادى والأمنى على أطراف أخرى ليست هى المسؤولة الآن عن تصاعد الإرهاب.

معركة مصر مع الإرهاب الجديد ليست بالأساس مع التنظيمات، إنما مع البيئة الحاضنة لهذا الإرهاب، فالأمن والقوة المسلحة قادران على كسر شوكة التنظيمات الإرهابية، مثلما جرى فى مصر مرات عديدة، على عكس البيئة الحاضنة التى تنتعش بالمظالم وانعدام الرؤية السياسية وإهدار دولة القانون والتهميش الاجتماعى والاقتصادى (والمذهبى فى العراق مثلاً)، وللأسف نحن نتجاهل حتى هذه اللحظة كل هذه التحديات، وعلينا ألا نتوقع نجاحاً فى حربنا ضد الإرهاب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسلسل قتل الأقباط مسلسل قتل الأقباط



GMT 00:44 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

وللربيع فوائد!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen