آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

نصف قرن على هزيمة يونيو

اليمن اليوم-

نصف قرن على هزيمة يونيو

بقلم/عمرو الشوبكي

فى مثل هذا اليوم يكون قد مر 50 عاما بالتمام على ذكرى هزيمة 5 يونيو 1967 والتى شهدت أكبر انكسار عسكرى وسياسى لثلاثة جيوش عربية مجتمعة فى مواجهة إسرائيل ودفعت مصر الثمن الأكبر لتك الهزيمة لأنها امتلكت الجيش العربى الأكبر والقائد العربى الأهم والأنزه والأكثر شعبية فى تاريخ العرب الحديث.

يقينا نكسة يونيو كما سماها الإعلام المصرى كانت قاسية لأنها كسرت معها حلم جيل كامل من الشباب المصرى والعربى آمن بقيادة عبدالناصر ومشروعه السياسى وانتظر أن تحرر فلسطين من البحر إلى النهر، فوجد أراضى 3 دول عربية احتلت فى ساعات ومنها القدس.

والحقيقة أن البعض تعامل مع هزيمة يونيو باعتبارها هزيمة لمشروع عبدالناصر التحررى والبعض الآخر نظر إليها باعتبارها نتيجة غياب الديمقراطية وسيطرة الحزب الواحد، والبعض الثالث حمل القيادة العسكرية وحدها مسؤولية الهزيمة وبرأ عبدالناصر.

والواقع يقول إن هزيمة أى دولة عسكريا واردة ومسؤولية عبدالناصر عن يونيو مؤكدة، إلا أنه لا يوجد رابط بين طبيعة النظام السياسى والهزيمة العسكرية، فروسيا انتصرت فى الحرب العالمية الثانية رغم أن نظامها كان شيوعيا استبداديا ولم يكن ديمقراطيا، وألمانيا النازية انتصرت فى البداية وخسرت فى النهاية نتيجة توسيع «جبهة الأعداء» وساحات الحروب وليس بسبب غياب الديمقراطية، وهزيمة 67 تتحملها أساسا القيادة العسكرية ومعها أيضا القيادة السياسية ليس بسبب غياب الديمقراطية ولا بسبب أن استقلال مصر ومحاربة الاستعمار وتأميم قناة السويس كانوا من أسباب الهزيمة كما يرى بعض «عديمى الوطنية» إنما بسبب سوء الإدارة السياسية والعسكرية.

فدولة عبدالناصر المدنية التحريرية الاشتراكية (التى لم تخل من سلبيات وعيوب كثيرة) لم تستطع أن تسيطر على دولة عبدالحكيم عامر العسكرية وظلت مصر دولة برأسين أحدهما مدنية يقودها ناصر وأخرى عسكرية يقودها عامر ولو كانت دولة الأول هى التى قادت وسيطرت على الثانى مثلما جرى فى نظم غير ديمقراطية كثيرة لربما لم تحدث الهزيمة.

تصوير الهزيمة على أنها هزيمة كاملة لمشروع عبدالناصر السياسى أمر مجاف للحقيقة، ولكنها بالتأكيد كانت هزيمة لنمط فى الحكم وإدارة الدولة غابت عنه الشفافية والمساءلة، وتصور فيها البعض أن الشعارات السياسية يمكن أن تغنى عن معانى الاحتراف والمهنية، والحاجة إلى جيش مهنى محترف وتحالفات دولية قادرة على مساعدة بلد مثل مصر على صنع النصر.

حسابات يونيو وأزمتها أنها تصورت أن الإنجازات الداخلية الحقيقية قادرة على إخفاء أسباب الهزيمة وأن الشعارات التى رفعتها ثورة يوليو وعبدالناصر يمكنها أن تحل مكان الأداء الفنى والمهنى، فى حين أن الواقع يقول إن أى نظام سياسى ناجح ليس مجرد مجموعة شعارات وعناوين كبرى إنما هو مجموعة تفاصيل فى الإدارة المدنية والعسكرية، وهنا كان مكمن الفشل وسبب الهزيمة.

المؤكد أن 5 يونيو 1967 كان يوما أسود فى التاريخ العربى المعاصر، ولكنه أيضا كان نقطة تحول تعلمت فيها مصر معنى مراجعة أخطائها، ولم يكابر زعماؤها فى الاعتراف بالهزيمة، إنما كانوا هم طريق العبور إلى النصر فى أكتوبر 1973.

علينا أن نتعلم كثيرا من العبر والدروس من هذا اليوم بالحديث عنه فهو أمر لا ينتقص منا إذا كنا نرغب فى بناء مستقبل أفضل قائم على الشفافية وعدم إخفاء الأخطاء والهزائم حتى نتعلم منها ولا نكررها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف قرن على هزيمة يونيو نصف قرن على هزيمة يونيو



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen