آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

إسلام مرعى ليس إرهابياً

اليمن اليوم-

إسلام مرعى ليس إرهابياً

بقلم/عمرو الشوبكي

معركة مصر ضد الإرهاب حقيقية وكبيرة، وهى ليست معركة سهلة، لأنها لا تواجه فقط تنظيمات أو خلايا مسلحة، إنما بيئة حاضنة تغذت فى السنوات الأخيرة على خطاب تحريض وكراهية ضد الدولة ونظام الحكم بمؤيديه ومعارضيه معا.

معركة مصر ضد الإرهاب تحتاج لتكاتف الجهود وعدم تشتيتها فى معارك أخرى تصر الدولة على خوضها، حتى انتقلت من ملاحقة معارضة إخوانية تحرض وتمارس العنف إلى معارضة مدنية ثورية تحرض على التظاهر، حتى وصلت أخيرا إلى اعتقال رموز معارضة شرعية مدنية تطالب بالإصلاح والتغيير والتنمية والعدالة.

واحد من هذه الأسماء هو إسلام مرعى، أمين تنظيم الحزب الاجتماعى الديمقراطى، الذى أسسه الدكتور محمد أبوالغار، وهو شاب فى منتصف الثلاثين ينتمى لأسرة ميسورة الحال من التجار ورجال الأعمال، وهو الوحيد ضمن أفرادها الذى قرر ممارسة السياسة وانضم لحزب شرعى وترشح فى الانتخابات الأخيرة فى محافظة الشرقية وخسر بفارق بسيط، ووجهت له أجهزة الأمن تهمة دعم الإرهاب واعتقلته منذ أكثر من شهرين، وفق ما جاء فى مذكرة محاميه إسلام الضبع، الذى أكد كيدية كل التهم الموجهة له.

إن اعتقال أمين تنظيم حزب مدنى معاد للإخوان ولعب دورا رئيسيا فى 30 يونيو وترتيبات 3 يوليو بتشكيل أول حكومة مدنية بعد إسقاط حكم الإخوان يهدم معنى السياسة فى مصر، وليس فقط أى أفق للانتقال الديمقراطى.

الصادم أن فى مصر معركة حقيقية وصعبة ضد الإرهاب وليس ضد إسلام مرعى، وهى معركة سقط فيها عشرات الشهداء من رجال الشرطة والجيش ومن المدنيين الأبرياء، ولن تستطيع الأجهزة الأمنية مهما كانت كفاءتها أن تحسمها فى يوم أو فى شهر أو فى سنة دون رؤية سياسية واجتماعية متكاملة قادرة على أن تترجم ما تردده الدولة كل يوم من أن المعركة مع الإرهاب ليست أمنية فقط إنما سياسية وثقافية واجتماعية ودينية، فى حين أن ما يجرى على الأرض هو فقط الحل الأمنى.

من يتصور أن تلفيق التهم والزج بأبرياء فى السجون بتهم باطلة سيواجه الإرهاب أو سيخدم الوطن يرتكب جريمة أخرى مكتملة الأركان، وإن استمرار هذه الأوضاع دون محاسبة أو دون تصحيح أمر ضار بالجميع، شعباً ودولةً وأجهزةَ أمن.

هل نريد أن نحول شبابا معارضا إلى شباب إرهابى أو متواطئ مع الإرهاب بسبب المعارك الغلط وبسبب الضغوط والملاحقة الأمنية؟ معركتنا ضد الإرهاب لن تنجح إلا إذا أوقفنا الضغط على هؤلاء الشباب وواجهناهم أو احتويناهم بالسياسة وليس الأمن، وميزنا فى نفس الوقت بين العصابات التكفيرية الإجرامية التى ترفع السلاح وتروع الأبرياء، وبين معارضين فى أحزاب قانونية هم فى النهاية جزء من النظام.

الإرهاب مرشح للتفاقم، ليس فقط بسبب وجود الإرهابيين القتلة إنما بسبب غياب التواصل مع قطاعات واسعة من المجتمع، خاصة الشباب، وإن إحباطها راجع لشعورها بالتهميش والقهر والحصار الأمنى، وليس لموقف عقائدى مسبق من النظام.. وهؤلاء كُثر.

لا تخلطوا بين الشباب الثائر والمتمرد مهما كانت أخطاؤه، وبين التكفيريين الإرهابيين، ولا تدفعوا جزءاً من الأول للتعاطف مع الإرهاب ولا إغماض عينه عنه، ولا التواطؤ معه بسبب هذه الممارسات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسلام مرعى ليس إرهابياً إسلام مرعى ليس إرهابياً



GMT 13:23 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 08:45 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

بلاد العرب للعرب... سابقاً

GMT 11:42 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

التحليل السياسى وفتح المندل

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة من مجهول!

GMT 16:02 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الأدوات السياسية
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen