آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

«داعش» عنوان الفشل

اليمن اليوم-

«داعش» عنوان الفشل

بقلم/عمرو الشوبكي

نجحت القوات الحكومية العراقية فى تحرير الموصل وتلعفر من قبضة تنظيم داعش الإرهابى ونجح الجيش اللبنانى فى طرد عناصر داعش من داخل الأراضى اللبنانية وحققت القوات السورية تقدما محلوظا فى أكثر من مدينة سورية حتى أصبحت على مشارف الرقة ودير الزور، آخر معاقل التنظيم الإرهابى.

والسؤال المطروح: «لماذا ظهر داعش فى المناطق السنية؟ وكيف تحول هذا التنظيم الإرهابى إلى عنوان حقيقى لفشلنا الحضارى والسياسى ودلالة على جمودنا المذهبى وعجز واقعنا عن خلق تنظيم معارض حتى لو كان طائفيا ومتشددا، ولكنه ليس قاتلا ولا مجرما ولا منفرا لبيئته الحاضنة من السنة قبل أن يكون منفرا للإنسانية جمعاء.

والحقيقة أن صعود ظاهرة «داعش» أو الطبعة الأبشع من تنظيم القاعدة فتح جروح العالمين العربى والإسلامى من جديد، بعيدا عن الأسطوانات الجاهزة التى ترى أن التنظيم جزء من مؤامرة كونية علينا، وأننا دائما ضحايا أبرياء.

والسؤال: لماذا أنتجت المؤامرة العالمية «داعش» فى بلادنا، وأنتجت ظواهر أخرى فى بلاد ثانية، ما لم يكن هناك واقع محلى ساعد على وجوده وانتشاره وارتدائه هذه «الثياب الداعشية»؟.

والحقيقة أن نكبة «داعش» على البلاد العربية والإسلامية كبيرة ومركبة، فالسؤال الذى علينا أن نطرحه: لماذا لم يخرج من الواقع السنّى تنظيمات دينية طائفية ومتشددة، قادرة- فى الوقت نفسه- على كسب تعاطف بيئتها الحاضنة أى السنة؟، فقد خسرت هذه التنظيمات السنيّة الشيعة والمسيحيين وباقى أبناء الطوائف الأخرى وواجهت نظم الحكم القائمة التى كثيرا ما وظفتها لصالحها وخسرت بيئتها السنيّة، لأنها امتلكت فهما إجراميا للدين جعلها ترتكب مجازر فى كل مكان سيطرت عليه، ومثلت عاملا رئيسيا فى كراهية الناس له وتسهيل مهمة سقوطه عسكريا، لأنه سقط قبلها مجتمعيا.

المدهش أن تنظيمات الشيعة طائفية ومارست بدرجات متفاوتة جرائم بحق السنة، خاصة ميليشيا الحشد الشعبى فى العراق وحزب الله فى لبنان، ومع ذلك سنجد أن هذه التنظيمات لم تخسر فى أى مرحلة بيئتها الشيعية أو القسم الأكبر منها، ونجحت تجربة حزب الله فى لبنان، رغم النقد العنيف الذى يوجه لها من قبل بعض الشيعة وتململ البعض الآخر من توريط الحزب لقطاع واسع من الطائفة الشعبية فى دعم نظام استبدادى فى سوريا، إلا أن الحزب بنى منظومة اجتماعية واقتصادية وسياسية أعطت للناس قدرا من الحرية فى الزى والاختلاط والتعامل الإنسانى الطبيعى بين البشر، كما أنه أدار ملفاته الإقليمية بدهاء شديد وتعايش مع رافضيه فى لبنان، حتى لو كان اتهم بقتل بعض رموزهم فى فترة من الفترات، إلا أنه فى النهاية قدم نموذجا قابلا للحياة، رغم تصنيفه أمريكيا وخليجيا بأنه تنظيم إرهابى، مثل «داعش» إلا أن الفارق بين أداء التنظيمين واضح وضوح الشمس.

«داعش» ليس فقط عنوان فشل دينى إنما أيضا أو أساسا عنوان فشل مجتمعى وسياسى وإنسانى، فعلينا تأمل أسباب وجود بيئة حاضنة جعلت كل هذا الإجرام يتركز فى تنظيم واحد، حرم الناس من فرحة الأعياد والحياة وأسس للكآبة والكراهية وجعل كل معارض فى سوريا والعراق لنظام حكمه ينتظر اليوم الذى يحرره هذا النظام من قبضة «داعش» عنوان الفشل والكراهية والدماء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» عنوان الفشل «داعش» عنوان الفشل



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen