تلقيت رسائل كثيرة على بريدى الإلكترونى تعليقا على مقال الأحد الماضى «إرهاب بلا حساب»، ناقشت غياب المحاسبة وعدم اعتراف دولتنا بأى أخطاء، وشطب الرأى العام من أى معادلة، وانتشار أحاديث المؤامرة ليس باعتبارها تحديا إنما كحجة لإخفاء الأخطاء والكوارث.
شهداء الواحات ليسوا فقط ضحايا الإرهاب الدنىء، إنما أيضا ضحايا الفشل الداخلى وسوء الأداء والترتيب الخاطئ للأولويات، فخطر الإرهاب يواجه بجهاز جمع معلومات كفء ومهنى لا يستهدف من تبقى من سياسيين ونشطاء (حالة إسلام مرعى وهشام جعفر وغيرهما بالمئات نماذج فجة لهذا التجاوز) على حساب مواجهة العناصر المحرضة للعنف والممارسة له، وبدولة قانون عادلة وبإجراءات سياسية واقتصادية تستهدف البيئة المجتمعية الحاضنة للإرهاب، والتى باتت كل يوم تقذف بعناصر تنتظر الفرصة لممارسة الإرهاب.
الأستاذ محمد السيد رجب من رجال «المعاش» المحترمين، الذين اعتادوا فى السنوات الأخيرة التواصل معى بكتابات رصينة وعميقة، أرسل هذه الرسالة ذات الدلالة:
الأستاذ الدكتور عمرو الشوبكى..
تحية طيبة وبعد
تحت عنوان (إرهاب بلا حساب) كتبت سيادتكم فى 22/10/2017 مقالا شاملا مضيئا طاردا للظلام الذى أحاط وحاصر أخطر عملية إرهابية حدثت منذ أربع سنوات!
هذا هو رأيى (كله كوم وهذه العملية كوم آخر).
لماذا؟! هذا العدد الكبير من ضباط أمن الدولة أو الأمن الوطنى، وقد قال وزير داخلية قديم شهير اسمه زكى بدر إن الواحد منهم يساوى ألفا!
ولكن هل ضابط أمن الدولة متخصص فى مقاومة الإرهاب أو التصدى لعمليات كبيرة بهذا الحجم؟!
ثم من المؤكد أن قوات الإرهاب كانت تعرف حجم وموعد وإمكانيات تلك القوة التى ذهبت غافلة بمدى قوة العدو واستعداده وإمكاناته بل وأيضا موقعه!
هل هناك من أخبر الإرهابيين بتفاصيل كاملة عن هذه الحملة؟!
أستاذ عمرو بصراحة أنا أكتب لك وأنا خائف وأخشى أن نكون نعالج هذا السرطان بالأسبرين!
إن الأمر خطير للغاية ونحن نعيش الآن إرهاصاته الأولى ونتعامل معه بأسلوب عادى روتينى ولا نقدر حجم الخطأ المحدق الحتمى!
هل تتذكر الفترة ما بين 26 يوليو 1956 والهجوم الثلاثى على مصر من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل فى 29 أكتوبر 1956؟ (لا أتذكرها طبعا لأنى لم أكن قد ولدت).
هل تتذكر الفترة ما بين 15 مايو 1967 إلى 5 يونيو 1967؟! (أيضا لا أتذكرها لأنى كنت طفلا صغيرا).
ولمن لا يعرف كانت تلك الفترات مقدمات لزلازل وأحداث رهيبة ضربت مصر، وكانت لها آثار وتوابع مازلنا نتأثر بها ونعانى منها!
أخشى أن نكون الآن نمر بفترة متشابهة، وأننا الآن نعيش فى الأيام التى تسبق الإعصار!
يجب أن نفهم ونعى ونستوعب دون مكابرة أو غفلة حجم الخطر الرهيب، وأن نستعين بكل الخبراء والآراء ولا نستبعد مشورة خالصة أو رأيا مصيبا حتى ولو كان صاحبه شيطانا رجيما!
نحن أكثر من 100 مليون يجب أن نتعاون جميعا بعزم وثقة لدحر هذا العدوان!
صدقونى نحن أمام خطر داهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد السيد رجب
مدير عام سابق بالإسكندرية
أرسل تعليقك