آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

العملية الخامسة

اليمن اليوم-

العملية الخامسة

بقلم/عمرو الشوبكي

هى العملية الإرهابية الخامسة التى تشهدها بريطانيا فى عام واحد، تلك التى شهدتها إحدى عربات مترو الأنفاق وخلفت 29 مصابا، وهى للأسف لن تكون الأخيرة فى ظل تنامى ظاهرة الإرهاب الجديد.

والحقيقة أن دلاله استمرار هذه العمليات رغم بدائية الوسائل المستخدمة ومحدودية الضحايا ولو فى أربع منها، أن بريطانيا مثل باقى دول العالم مستهدفة من هذا الإرهاب رغم أن نموذجها هو الأكثر تسامحا فى أوروبا تجاه الأجانب والأكثر قبولا وتعايشا مع المتطرفين المتأسلمين حتى جذبت كثيرا من مطاريد العالم العربى وأوروبا.

وشهدت بريطانيا، قبل الاعتداء الأخير، 4 عمليات إرهابية الأولى كانت فى 22 مارس الماضى وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص دهسا على جسر ويستمنستر على يد خالد مسعود (المهاجم الوحيد الذى بلغ من العمر 52 عاما وهو بريطانى تحول للإسلام) ثم طعن شرطيا حتى الموت، قبل أن يُقتل برصاص الشرطة. أما العملية الثانية فقد نفذها بريطانى من أصل ليبى بحزام ناسف فى أحد مسارح مدينة مانشستر وخلف 22 قتيلا، فى حين أن العملية الثالثة كانت فى يونيو الماضى فى منطقة لندن بريدج حين دهست حافلة عددا من المشاة وخلفت 7 قتلى و48 جريحا قبل أن تقتل الشرطة المنفذين فى وقت قياسى. أما العملية الرابعة فقد استهدفت هذه المرة مسلمين خارجين من مسجد فينسبرى بارك بلندن، وقتل شخص وأصيب 10 بجروح، واعتقل سائق الشاحنة الذى قال إنه «يريد قتل المسلمين».

والمؤكد أن عمليات لندن الأربع التى نفذها مسلمون فى الديانة واستهدفت بريطانيين تنتمى لنوعية جديدة من خلايا العنف والإرهاب سماها البعض بالذئاب المنفردة وهى تخص شبابا أوروبيا من أصول عربية ومسلمة تحول فجأة نحو التطرف لأسباب اجتماعية ترجع لتهميش أو عنصرية أو فشل دراسى ومهنى، أو أسباب سياسية انتقامية ترجع لوقوعه تحت تأثير دعاية داعش بأن الغرب وحلفاءه يقتلون المسلمين فى سوريا والعراق و«حانت لحظة الانتقام» فى عقر دارهم، وعادة ما يضيفون قشرة دينية إسلامية تبرر عمليات القتل والانتحار للذهاب للجنة والاستمتاع بحور العين.

ولذا لم يسعف بريطانيا نموذجها المتسامح لأنه صمم من أجل استيعاب متدينين عقائديين ومتطرفين إسلاميين بغرض استيعابهم داخل نموذجها التعددى ودفعهم لعدم ممارسة العنف، فى حين أن هؤلاء الإرهابيين الجدد ليسوا أبناء أى تنظيمات عقائدية كبرى داخل بريطانيا مثل الإخوان المسلمين أو حزب التحرير أو السلفية الجهادية إنما هم بالأساس مهمشون ومجرمون صغار، وحتى علاقتهم بداعش فهى لا تتم عبر شيخ فى مسجد ولا عبر الانخراط فى بنية تنظيمية محكمة، إنما عبر وسائل التواصل الاجتماعى والتأثر بدعاية التحريض والكراهية.

لقد بذلت بريطانيا جهودا جبارة من أجل بناء نموذج التعدد العرقى والدينى المختلف عن نظيرة الفرنسى، واكتشفت أن المشكلة لم تعد بالأساس دينية إنما اجتماعية وسياسية وأن حربها على الإرهاب قد تؤدى إلى حصاره أو إضعافه ولكنها لن تهزمه هزيمة نهائية.

إن عمليات لندن مثل عمليات أوروبا هى رسالة واضحة بأن الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود وللنظم السياسية وأن الديمقراطية ودولة القانون لا تقضى نهائيا على الإرهاب إنما تضعفه مثلما أن الاستبداد والقمع لن يقضى أيضا على الإرهاب إنما يمثل بيئة حاضنة لانتشاره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العملية الخامسة العملية الخامسة



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen