آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

هدايا «الأهرام»

اليمن اليوم-

هدايا «الأهرام»

بقلم/عمرو الشوبكي

فى أعقاب ثورة يناير طالب ملايين المصريين بالكشف عن كل قضايا الفساد وتهم إهدار المال العام، على أمل وضع البلاد على بداية الطريق الصحيح بتغيير المنظومة التى أنتجت هذا الفساد، وفتحت قضية هدايا «الأهرام» باعتبارها إحدى هذه القضايا، حتى أحالها، أمس الأول، النائب العام إلى محكمة الجنايات، واتهم فيها 4 رؤساء مجلس إدارة سابقين، وهم: إبراهيم نافع، ومرسى عطاالله، وصلاح الغمرى، وعبدالمنعم سعيد، بالإضرار بأموال المؤسسة بقيمة 268 مليونا و121 ألف جنيه، والتى تُعد فى حكم المال العام، وذلك بتقديم هدايا على حساب المؤسسة لعدد من المسؤولين السابقين فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وهى القضية المعروفة إعلاميا بـ«هدايا مؤسسة الأهرام».


ومن المهم الإشارة إلى أن الأشخاص الأربعة لم يُتهموا باختلاس أموال، إنما كانوا جزءا من نظام عام لم يكن يُسمح فيه لأى مؤسسة قومية «ثرية» مثل الأهرام (فى ذلك الوقت) بالعمل إلا فى ظل نظام الهدايا لتخليص أنشطة كثيرة للمؤسسة، وهنا تصبح القضية لها شقان: الأول قانونى، وهو ما سيتولاه القضاء المصرى بتقاليده المعروفة بدون تدخل أو تعليق من أحد، والثانى سياسى له علاقة بطبيعة التهمة أو الخطأ، وهو تقديم هدايا من قِبَل 4 رؤساء مجالس إدارة فى فترة تتجاوز 35 عاما (الأستاذ إبراهيم نافع بقى تقريبا 30 عاما رئيسا لمجلس إدارة الأهرام) بمبلغ قيمته 268 مليون جنيه.

والحقيقة أن على الدولة فى هذه القضية أن تبحث عن معيار واحد للتعامل مع كل قضايا الفساد وإهدار المال العام فى عهد مبارك، وأن تقديرى هذا ليس دفاعا عن أشخاص بأعينهم، لأنى وقتها كنت معارضا أو لم أكن من الفريق المؤيد للخط الرسمى، الذى مثلته إدارة «الأهرام»، ولم أتولَّ أى منصب إدارى منذ عملى فيها منذ 20 عاما، والوحيد الذى تعاملت معه عن قرب كان هو د. عبدالمنعم سعيد، بحكم أنه كان مديرا سابقا لمركز الدراسات بـ«الأهرام»، واختلفت كثيرا مع خطه السياسى، وأحيانا مع بعض قراراته الإدارية، ولكنه لم يُقْصِ مَن اختلفوا معه أو أشعرهم بأن وجودهم مُهدَّد، لأنهم مختلفون معه فى الرأى أو التوجه، كما أنه- وهذا هو الأهم- امتلك دائما آراء عاقلة وحججا علمية منطقية يدافع بها عن توجهاته السياسية، فلم يردد «الكلام الأبله» والخرافات، ولا «الهتافات الحنجورية»، التى نسمعها من كل صوب لتبرير موقف أو توجه سياسى، وهو ما ساعد مركز الدراسات على لعب دور رئيسى فى ترشيد النقاش العام فى مصر.

ولأن الدولة تصالحت مع رجال أعمال فى قضايا فساد كبرى قُدرت بمليارات الجنيهات، وأجبرتهم على رد ما أخذوه، فإن من باب أَوْلَى أن تحل قضايا هدايا «الأهرام»، التى قُدمت لمسؤولين فى الدولة، بعض رفاقهم أصبحوا الآن وزراء، أو مُقرَّبين من دوائر الحكم.

لقد تبنت الدولة بمحض إرادتها (وهو محل رفض من قِبَل البعض) سياسة الحل والتصالح، وطبقتها على أصحاب المليارات، وأرجو أن تجد حلا بالنسبة لمَن اتُّهموا فى مئات الآلاف، حتى تصبح المسطرة واحدة دون أى تمييز.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدايا «الأهرام» هدايا «الأهرام»



GMT 02:22 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

من فاروق الباز

GMT 04:17 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس كلاماً عابراً

GMT 06:36 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الاستقالة

GMT 10:23 2017 الأحد ,21 أيار / مايو

أوباما فى القاهرة وترامب فى الرياض

GMT 06:58 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

صفحة مبارك
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen