آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

محاربة الإرهاب بالعلم

اليمن اليوم-

محاربة الإرهاب بالعلم

بقلم/عمرو الشوبكي

جاءنى تعليق هام حول قضية الإرهاب الجديد الذى ناقشتها منذ فترة فى مقالاتى الأخيرة، وهو من باحثة ماجستير فى كليتنا المرموقة (الاقتصاد والعلوم السياسية) اتسمت بروح نقدية ونمط جديد من التفكير لا نعتاده فى كثير من طلاب رسائل الماجستير حيث التنميط والأفكار التقليدية، أما مارينا جوزيف فقدمت أفكاراً جريئة تستحق الثناء، وأبرز ما فيها:

الأستاذ الدكتور المحترم/ عمرو الشوبكى..

تحية طيبة وبعد،،

حيث إننى أتابع جميع مقالات سيادتكم بكثير من الاهتمام والشغف لما فيها من عمق فى التحليل. فيما يخص المقالات التى تناولتم فيها قضية الإرهاب، فقد أثارت فى ذهنى الكثير من التساؤلات والنقاط أرى أنها قد تكون جديرة بمزيد من البحث والنقاش، وتشجعت بمشاركتها معكم لمزيد من الاستفادة مما لديكم من علم غزير ومهنية ملحوظة:

قطعاً مازال هناك الكثير من التساؤلات التى يجب طرحها للنقاش المجتمعى والأكاديمى غير إصلاح الخطاب الدينى ومراجعة المناهج الأزهرية، لكن الآلة الإعلامية الرسمية دائماً ما تلجأ للإجابات الجاهزة واجتهادات التسعينيات القديمة. فيما يوجد الكثير من المستجدات التى يجب أخذها بعين الاعتبار.

علينا مثلاً أن نتساءل: لماذا تعتبر مصر على قمة الدول التى تفرز وتحتضن وتصدر الإرهابيين، فقد كان لها نصيب الأسد فى تصدير المجاهدين لأفغانستان فى التسعينيات، ثم إلى المعارك الدائرة فى سوريا والعراق، والآن نرى أعدادهم تتزايد فى أرض الوطن زيادة لافتة؟

هناك أيضاً سؤال آخر يرتبط بكون مصر (وهى دولة يدين الأغلبية فيها بالإسلام) تفوق فى حجم الإرهاب الذى تعانيه دول إسلامية أخرى مثل تركيا (وهى أيضاً دولة يدين الأغلبية فيها بالإسلام)، رغم وجود تعدد إثنى وأيديولوجى فى تركيا أكثر منه فى مصر، وهل يعتبر هذا التعدد أحد العوامل التى أهلت تركيا لذلك، أم توجد عوامل أخرى؟ (وأعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال قد تكون إحدى دعائم الرد على مزاعم أن كل أسباب الإرهاب هى عقائدية أو دينية).

علينا أيضاً أن نتساءل: لماذا اختلف نمط الإرهاب الذى نعانيه الآن عن ذاك الذى واجهناه فى التسعينيات، من حيث: القدرة التنظيمية أو الاعتماد على الفردية، طرق استقطاب الإرهابيين، درجة التأثر بالقواعد التنظيرية والفقهية، وغيرها من العوامل، لأن هذا السؤال سيطرح إطاراً تقييمياً لاستراتيجيات المواجهة التى نستخدمها بشكل علمى وأكاديمى.

سؤال آخر يطرق أبواب الذهن ويتعلق بالنطاق الجغرافى والديمغرافى للظاهرة: لماذا سيناء، ولماذا الصعيد ولماذا يقل ظهور الإرهابيين فى محافظات عن محافظات أخرى؟ (أيضاً بعيداً عن الإجابات المعلبة).

أخيراً ومن أهم الأسئلة التى يجب أن تشغل بال كل من يحلم بغد أفضل لهذا الوطن هو عن العوامل الاجتماعية وقدرة المجتمع المصرى (المجتمع وليس الدولة) على مجابهة/ الاستسلام والتلاحم مع الأفكار الإرهابية (أو عن كثافة وجود من يسمونهم الدواعش)؟ وأعتبر هذا السؤال هو الأهم، لأن الإجابة عليه ستشير إلى مستقبل الظاهرة صعوداً أو هبوطاً، وعلى مدى السلام المجتمعى والتسامح الذى يمكن أن يسود/ يفارق مجتمعنا المصرى، وما نحتاجه بالفعل من حلول أخرى تتكامل وتساند الحل الأمنى الذى يشتبك مع الإرهاب فى آخر مراحله عوضاً عن منع ظهوره، وتجنيب المجتمع ويلاته من الأساس؟

أحلم بمشروع وطنى أكاديمى يجمع مفكرى ومنظرى وعلماء مصر فى المجالات الاجتماعية- من أمثالكم وآخرين ممن يذخر بهم الوطن- لدراسة الظاهرة من جميع الجوانب، وتقديم مشروع متكامل قصير وطويل المدى يكون مصيره ليس الأدراج وأكوام التراب وإنما التبنى والخروج إلى النور (أقول لك إن الدولة بكل أسف لا تهتم بالحلول العلمية ولا تستمع لها).

وتفضلوا بقبول فائق تحياتى وجزيل شكرى وامتنانى لإسهاماتكم وخالص التهانى بمناسبة الشهر الكريم، أعاده الله عليكم وعلى كل من تحبون بفائق الخير واليمن والسلام والبركات.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاربة الإرهاب بالعلم محاربة الإرهاب بالعلم



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen