بقلم/عمرو الشوبكي
تزايدت نسبة مشاركة أعضاء الأندية الرياضية فى الانتخابات الأخيرة ما بين الضعف والثلاثة أضعاف، حيث شهدت انتخابات الزمالك والصيد والجزيرة والأهلى حضورا جماهيريا غير مسبوق استحوذ فيها- كما هى العادة- النادى الأهلى على نصيب الأسد من الاهتمام الجماهيرى والإعلامى، وبدا شكل انتخاباته المتحضر والاحترام المتبادل بين المرشحين، وخاصة بين الرئيس السابق المحترم محمود طاهر ومنافسة الرئيس الحالى أسطورة كرة القدم المصرية محمود الخطيب، كنموذج يأمل غالبية المصريين فى تعميمه بشرط أن تفعل القوانين التى تحد من الإنفاق على أى انتخابات فى مصر، على عكس انتخابات رئيس الزمالك التى تمنى المصريين ألا يروها فى انتخابات الأندية بعد أن رأوها فى انتخابات البرلمان.
أما الأندية الأخرى التى يغلب عليها النشاط الاجتماعى والرياضى غير الكروى، مثل الصيد والجزيرة، فقد شهدت انتخابات راقية أيضا وحضورا غير مسبوق من أعضاء الجمعية العمومية.
فى انتخابات نادى الصيد، الذى بدأت عضويتى غير العاملة فيه منذ الطفولة (من 45 عاما)، انتخبت فيه قائمة نجح منها 10 من 12، فى حين خسر الرئيس وأحد الأعضاء، وقد أدهشنى هذا الحضور غير المسبوق والتنافس الشديد بين المهندس عبد الله غراب، وزير البترول الأسبق، وأحد أهم خبراء الإدارة فى مصر، وبين الرئيس الحالى المترجم ورجل الأعمال النشيط محسن طنطاوى.
الصيد مثل الجزيرة انتخاباته هادئة رصينة دلالتها الأكبر فى ارتفاع نسبة مشاركة الأعضاء، أما الأهلى فقد قدم صورة لانتخابات نريدها فى كل ربوع مصر، على عكس الزمالك الذى قدم رئيسه صورة لانتخابات لا نريدها فى أى مكان فى مصر.
انتخابات الأهلى شارك فيها نسبة غير مسبوقة من أعضاء الجمعية العمومية، فعدد من يحق لهم الانتخاب بلغ 138 ألفًا و539 عضوًا، حضر منهم حوالى 37 ألف عضو، وهو رقم غير مسبوق فى تاريخ انتخابات النادى الأهلى ويعكس رغبة حقيقية من الأعضاء فى المشاركة لثقتهم فى جدوى التصويت وأن صوتهم سيفرق.
فى انتخابات الأهلى أيضا خسر الصديق هانى سرى الدين بفارق ضئيل جدا (حوالى 300 صوت)، بما يعنى أنه نجح فى الحصول على أصوات كثيرة من خارج قائمة محمود طاهر التى كان أحد أعضائها، وكان على «تكة» صغيرة جدا وينجح، وأن صورة أعضاء أندية الكرة التى لا تقدر الكفاءة ولا المهنية ولا العلم غير صحيحة على ضوء نتيجة سرى الدين رغم خسارته.
يقينا محمود طاهر كان رئيسا وإداريا ناجحا، ولكن فى «نادى القرن»، حيث كرة القدم هى سر قوته ووراء شعبيته الأكبر فى مصر والعالم العربى وأفريقيا، تعطى ميزة للاعب الكرة غير العادى، خاصة لو كان بوزن الخطيب.
صحيح ليس بالضرورة لاعب الكرة الكبير يكون ناجحا فى الإدارة، وصحيح أيضا أن معظم رؤساء النادى الأهلى الكبار لم يكونوا لاعبى كرة قدم، باستثناء النماذج الأسطورية فى تاريخ اللعبة، أى الراحل الكبير صالح سليم، ومحمود الخطيب.
علينا تأمل انتخابات الأندية الرياضية، وخاصة انتخابات النادى الأهلى، وكيف يؤدى شعور الناس وقناعتهم بجدوى المشاركة فى تغيير سلوكهم الانتخابى، وابتعادهم عن السلبية.
انتخابات الأندية تقول إن المشكلة أساسا ليست فى الشعب، إنما من يديرون أمور الشعب.
أرسل تعليقك