آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

معركة طرابلس

اليمن اليوم-

معركة طرابلس

عمرو الشوبكي
بقلم - عمرو الشوبكي

قارب هجوم القائد العسكرى الليبى، خليفة حفتر، فى اتجاه العاصمة طرابلس على 10 أشهر دون أن ينجح فى دخولها، رغم التطورات المتسارعة التى شهدتها الساحتان الليبية والإقليمية، والدعم العسكرى الذى حصل عليه وامتلاكه أكبر قوة عسكرية منظمة داخل ليبيا.

والحقيقة أن السبب الرئيسى وراء عدم نجاح «حفتر» فى دخول العاصمة الليبية أنه لم يسْعَ إلى إجراء تفاهمات مع قبائل وأطراف ليبية عديدة تستطيع تحويل معركته العسكرية من معركة دموية يسقط فيها مئات المدنيين، وتُدمَّر فيها أحياء كاملة، إلى فتح ناعم لطرابلس، يواجه فقط القوى المتطرفة والإرهابية، ويدعمه أغلب السكان.

قوة «حفتر» تكمن فى أنه نجح فى إعادة بناء الجيش الوطنى، الذى يُعد أكبر قوة مسلحة فى ليبيا «تقترب من نصف هذه القوى»، ولكن ليس بصورة مؤسَّسية واحترافية كاملة، فمازال يضم بداخله ميليشيات سلفية وغير سلفية بعيدة عن تقاليد الجيوش المحترفة والنظامية، فى حين تنقسم القوى المناهضة له، والموجود أغلبها داخل طرابلس وعلى أطرافها، بين كتائب مصراتة، وتنظيم فجر ليبيا، المنتمى إلى الإخوان المسلمين، وعدد من الميليشيات المحلية والقبلية، بالإضافة إلى وجود مبعثر لتنظيمى داعش والقاعدة.

قد يكون «حفتر» هو الأنسب لحكم ليبيا فى هذه المرحلة فى حال إذا حمل مشروعًا سياسيًا وامتلك أدوات سياسية للتواصل مع خصومه، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة.

واللافت أن مصر ظلت حتى فترة قريبة تستقبل رئيس حكومة الوفاق الوطنى، المعترف بها دوليًا، فايز السراج، وهى ميزة كبرى أن تنجح مصر فى أن تكون داعمة للجيش الوطنى الليبى، وفى نفس الوقت لم تقطع قنوات اتصالها مع «السراج»، حتى تغير الحال فى الفترة الأخيرة وانقطعت هذه الصلة، وأن وجود مكون إخوانى فى هذه الحكومة ليس مبررًا لإنهاء التواصل والحوار لأنه يتم مع حركة حماس الإخوانية فى غزة.

تحركات «السراج» الأخيرة مقلقة، فقد وقَّع على اتفاق التفاهم الشهير مع تركيا، وأعطى لها حق التنقيب على الغاز والبترول فى ليبيا، وفتح قنوات اتصال مع الجزائر، وروَّج على المستوى الدولى لمقولة إن الحل فى ليبيا لن يكون عسكريًا، وهو صحيح، وتردده كل الأطراف، بما فيها مصر.

لو نجح «حفتر» فى دخول طرابلس فإن هذا لن يجلب الاستقرار إلى ليبيا والمنطقة دون اتفاق سياسى، فالجيش السورى القوى حرّر معظم المدن السورية من تنظيم داعش، ومازالت سوريا مشتعلة بالحرب والقتل والدمار لأنها لم تجد مخرجًا سياسيًا للأزمة، والتحالف العربى يحارب فى اليمن منذ 5 سنوات، ولم يحقق نصرًا عسكريًا نتيجة غياب الأفق السياسى، فى حين أن قوات «حفتر» أضعف من كل هؤلاء، ولن تحسم الصراع فى ليبيا عسكريًا، إنما سياسيًا بتحقيق اختراقات فى طرابلس بعزل الفصائل المتطرفة والتفاهم مع القوى المعتدلة والقبلية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة طرابلس معركة طرابلس



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen