آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

محاربة الإرهاب وحقوق الإنسان

اليمن اليوم-

محاربة الإرهاب وحقوق الإنسان

بقلم/عمرو الشوبكي

من الصعب على أى مجتمع يعانى من الإرهاب أن يدفن رأسه فى الرمال ولا يعتبر أن حربه ضد الإرهاب تتطلب إجراءات استثنائية وقيودا على حرية الرأى والتعبير وحقوق الإنسان.

فقد فرضت فرنسا قيوداً على حقوق الإنسان واتخذت إجراءات استثنائية فى مواجهة الإرهاب الذى ضربها من أجل حماية مواطنيها وأمنها القومى، وفعلت أمريكا ما هو أكثر عقب اعتداءات 11 سبتمبر من إجراءات استثنائية وملاحقات أمنية، وكذلك فعلت بريطانيا التى تعيش حاليا تحت وطأة الدهس والدهس المضاد.

والحقيقة أن الفارق بين ما يجرى عندنا وما جرى عند غيرنا، أن فى الأولى القيود والملاحقات الأمنية تطال أصحاب الرأى والتوجه السياسى المختلف، وليس الإرهابيين أو المشتبه بوجود علاقة لهم بالإرهاب.

فحين يتم إيقاف 10 أشخاص فى فرنسا ومثلهم فى لندن للاشتباه بعلاقتهم بالجماعات الإرهابية لا يعتقلون، لأن لهم رأيا سياسيا مخالفا للرئيس الجديد إيمانول ماكرون، ولأن هناك ضابطا فى أمن الدولة حلف بالطلاق أن يؤدب هذا الشاب، لأن «شكله مش عاجبه»، ولا توجد فى هذه البلاد أذرع إعلامية تطلق لتلفيق التهم ضد المعارضين بأوامر من أجهزة الدولة.

الفارق واضح بين اتخاذ إجراءات استثنائية للحفاظ على سلامة شعب من خطر الإرهاب، وبين اتخاذ إجراءات استثنائية لملاحقة كل من يقول كلمتين ضد الحكم على الفيسبوك لا علاقة لهم بالإرهاب.

ما علاقة محاربة الإرهاب باعتقال عشرات الشباب الذين أبدوا معارضتهم للتنازل عن تيران وصنافير أو اعتقال مناضل سياسى، مثل كمال خليل، الذى تجاوز عمره 70 عاما، لأنه دعا للاعتصام فى مواجهة اتفاقية ترسيم الحدود، هؤلاء باليقين ليسوا إرهابيين.

صحيح هناك من المؤيدين العقلاء من اعتبر هؤلاء شتّامين وليسوا معارضين وعرض نماذج لتعليقات فيها سب وقذف وتخوين لمن فى الحكم، وهى أمور مرفوضة مهما كان قائلها، ولكنهم نسوا أو تناسوا أن هناك من المؤيدين للنظام الذين ينتمون لفئة المحصنين ترك لهم الحبل على الغارب لشتم الناس كل يوم، وفى أحيان كثيرة يتطاولون على من فى الحكم، ومع ذلك يتركون لأن دورهم مطلوب ويمكن إطلاقهم فى أى وقت على خلق الله.

فمسطرة العدالة فى مصر غائبة، ومحاسبة المخالفين وتطبيق القانون وأحكام القضاء تتم بشكل انتقائى وحسب الأهواء وبصورة غير مسبوقة.

معركتنا ضد الإرهاب حقيقية وكبيرة ولا أفهم كيف تفتعل الدولة معركة أخرى بهذه القسوة مع معارضين سلميين وتترك معركتها الرئيسية ضد الإرهاب والإرهابيين، وتفترض أن محاربة الرأى الآخر وإغلاق النقاش العام حول قضايانا السياسية والاقتصادية من التحول الديمقراطى المعطل، مرورا بالمشاريع القومية الكبرى المثيرة للجدل، وانتهاء بالأداء الحكومى الكارثى فى ملف تيران وصنافير سيجعلها تنتصر فى معركة التنمية ومحاربة الإرهاب.

إذا استمر هذا الخلط بين حصار داعمى الإرهاب وحصار داعمى الديمقراطية فإن هذا يعنى أننا لن ننتصر فى حربنا ضد الإرهاب.

العفو الرئاسى على المحبوسين أمر جيد ويجب أن تسبقه سياسات جديدة توقف سيل الملاحقات الأمنية بحق شباب أحزاب مدنية، ومهما كانت درجة خلاف الدولة معهم فهم فى النهاية أصحاب رأى يجب على أى نظام سياسى أن يناقشهم أو يواجههم برأى آخر لا بالاعتقال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاربة الإرهاب وحقوق الإنسان محاربة الإرهاب وحقوق الإنسان



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen