آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الانسحاب الأمريكى

اليمن اليوم-

الانسحاب الأمريكى

عمرو الشوبكي
بقلم - عمرو الشوبكي

مَثّل انسحاب القوات الأمريكية من شمال سورية مفاجأة غير متوقَّعة للبعض، فى حين اعتبره البعض الآخر دليلًا على صحة جملة الرئيس الأسبق حسنى مبارك: «المتغطى بأمريكا عريان»، حيث اعتمد الأكراد على الدعم الأمريكى حتى تخلَّت عنهم الأخيرة فى اللحظة الحاسمة، وتركتهم وحدهم أمام هجوم الجيش التركى.

والحقيقة أن قضية الأكراد فى الشرق الأوسط قضية معقدة، وأن دول المنطقة فشلت فى التعامل معهم، سواء بدمجهم داخل دولهم الوطنية، مع إعطائهم حكمًا ذاتيًا وحقوقًا ثقافية ولغوية (فيما عدا العراق)، أو بإعطائهم حق تقرير المصير، وهو أمر ظل من المحرمات بالنسبة لكل دول المنطقة.

وقد عانى الأكراد فى تركيا تعصبًا قوميًا بغيضًا، رغم إعطاء الحكومة التركية بعض الحقوق الثقافية للأكراد فى بداية وصولها إلى السلطة، سرعان ما تراجعت عنها مع سنوات الحكم الطويلة لـ«أردوجان».

والحقيقة أن الهجوم التركى على مناطق الأكراد فى شمال سوريا كان يمكن تلافيه لو كان ترامب جادًا فى الضغط على كل من الجانبين التركى والكردى معًا للوصول إلى تفاهمات تضمن وجود منطقة عازلة على حدود تركيا، خاصة فى ظل تحالف القوات الكردية مع حزب العمال الكردى، الذى تصنفه أنقرة إرهابيًا، كما أن «أردوجان» أصر على غزو سوريا بصورة بدت لافتة، رغم أزماته الاقتصادية والسياسية!!.

إن الهجوم التركى على أكراد سوريا لا يهدف فقط، كما يقول «أردوجان»، إلى إنشاء منطقة عازلة تضمن أمن بلاده القومى لأنه لو كان ذلك الهدف الوحيد لكان يمكن تلافى الحرب والوصول إلى تفاهمات دبلوماسية، إنما يبدو أن أحد الأهداف غير المعلنة لهذه الحرب هو توطين جزء من اللاجئين السوريين الموجودين فى تركيا (بلغوا حوالى 3 ملايين لاجئ) فى هذا الشريط الحدودى، خاصة مع بدء ترحيل السلطات التركية آلاف السوريين الموجودين على أرضها، والتى تقول إنهم غير مُسجَّلين بشكل رسمى.

تركيا ترغب فى توظيف المنطقة العازلة التى تنوى إنشاءها على الشريط الحدودى فى قضية اللاجئين، التى سبق أن ابْتَزّت بها الجانب الأوروبى للحصول على دعم مالى كبير فى مقابل بقائهم على أرضها، ومع تزايد أزمات تركيا الاقتصادية بدأت تخطط فى ترحيل اللاجئين إلى منطقة سورية عازلة.

إما أن الولايات المتحدة فقط لديها رغبة دفينة فى توريط تركيا فى حرب طويلة تستنزفها وتدفعها إلى تقديم تنازلات فى ملف علاقتها بالغرب، أو أن ترامب نفذ تعهداته بالانسحاب من الشرق الأوسط والتخلى عن أى حليف مادام لا يأخذ مقابلًا ماديًا للوجود الأمريكى.

المؤكد أن المدنيين فى هذه المناطق سيدفعون ثمنًا باهظًا للحروب بالوكالة التى تجرى فى كثير من بلداننا العربية، وأن الانسحاب الأمريكى والتمدد التركى يعنيان أن العرب مازالوا خارج دائرة الفعل والتأثير، حتى فى قضاياهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانسحاب الأمريكى الانسحاب الأمريكى



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen