آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الشقيقة السعودية

اليمن اليوم-

الشقيقة السعودية

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

العلاقات المصرية- السعودية هى علاقات تاريخية عرفت جوانب اتفاق كثيرة وجوانب خلاف، وعرفت أيضا تبايناً فى الأدوار والخبرة السياسية، ومع ذلك ظلت هناك عوامل قوة كبيرة فى هذه العلاقة بعيدا عن الخلاف فى تقدير التصويت المصرى فى مجلس الأمن مع القرارين الروسى والفرنسى معاً.

التحالف المصرى- السعودى كان دائما فى مواجهة التهديدات الوجودية والتحديات الكبرى، أما فى نمط إدارة العلاقة الثنائية فشابه كثير من الخلافات، وأحيانا المواجهات.

فحين كان التحدى هو الاستعمار وإسرائيل وقفت السعودية بجانب مصر قلبا وقالبا، حكومة وشعبا، وحين كان التحدى هو بسط النفوذ ونشر نموذج كل بلد فى العالم العربى كان الخلاف، وأحيانا التصادم، مثلما حدث فى ستينيات القرن الماضى.

فحين قرر عبدالناصر مواجهة الاستعمار وإنهاء وجوده فى العالم الثالث، وفى القلب منه العالم العربى، وأعلن تأميم قناة السويس، نال دعم النظم الملكية والقوى الثورية على السواء، لأن التحدى كان خارجيا، والمواجهة كانت ضد الاستعمار، وعلينا أن نتصور معنى ودلالة أن يختار أمير مرفه سليل عائلة ملكية أن يقاتل فى بلد عربى آخر مثلما فعل أبناء الملك عبدالعزيز بن سعود، وعلى رأسهم الملك الحالى سلمان، لمواجهة العدوان الثلاثى على مصر، وتكرر الأمر مرة أخرى مع الدعم السعودى لمصر بعد هزيمة 67، وأيضا وقف الملك فيصل ضخ البترول إلى أمريكا والدول الأوروبية مع انتصار 73.

فى حين أن مشاهد الخلاف، وهى كثيرة، كانت راجعة فى الستينيات إلى تصور كل نظام أن قوته فى نشر نموذجه على حساب الآخر، فاعتبر الخطاب الناصرى فى ذلك الوقت السعودية نموذجا للنظم الرجعية التى تقف ضد إرادة شعوبها، واعتبرت السعودية أن نظام عبدالناصر لم يكن نظاما عاقلا وورط مصر والعالم العربى فى حروب لا طائل منها، واعتبر اشتراكيته خروجاً عن الإسلام.

وفى الفترات الأخيرة أصبحت السعودية داعما اقتصاديا ومستثمرا رئيسيا فى مصر، وأصيب قطاع يعتد به من المصريين بعدم الراحة من سلوك المن وتلميحات العطايا والحديث المستتر، وأحيانا الصريح، عن ضرورة أن يكون هناك ثمن سياسى مقابل الدعم الاقتصادى السعودى لمصر، وجاء التصويت المصرى فى مجلس الأمن المخالف لموقف السعودية ليثير غضب الأخيرة.

والحقيقة أن المتغير الأكبر الذى حدث فى العلاقات المصرية والسعودية طوال العقود الماضية كان هو الاعتراف باختلاف الخبرات التاريخية بين كلا البلدين، وأن مصر لديها إرث جمهورى ونظام دستورى ومدنى يحاول أن يكون حديثا، وأن السعودية لديها نظام ملكى راسخ له تقاليد، ويحمل من داخله فرصا للإصلاح والتقدم، رغم التحديات الوجودية التى يعانى منها كلا النظامين.

والمطلوب هو الاعتراف بخصوصية كل خبرة تاريخية واحترامها، والإقرار بالطبيعة المختلفة لكلا النظامين وأولوياتهما، فمن حق السعودية ألا تدعم مصر اقتصاديا، ولكن ليس من حقها أن ترهن دعمها الاقتصادى بشراء الموقف السياسى المصرى، فهى أمور لن يقبلها أحد فى مصر إلا هؤلاء الذين أغدقت عليهم السعودية ورفعوا راياتها أثناء أزمة الجزيرتين، وعادوا وشتموها الآن فى موقف مخز ومخجل يتحمل وزره من دفع المال ومن تلقاه معاً.

مثلما بقيت بريطانيا ملكية وفرنسا جمهورية وظلا فى كيان واحد اسمه الاتحاد الأوروبى، نفس الأمر ينسحب على مصر والسعودية، فالأولى ستظل جمهورية، والثانية ستبقى ملكية، وليس فى مصلحة أحد أن يغير طبيعة النظام فى كل بلد كما تصور البعض، وعلينا أن ننتقل من مرحلة الدعم والمنح والعطايا إلى مرحلة الاعتماد المتبادل والاستثمار المفيد للطرفين والتحالف بين أنداد، وتلك مسؤولية مشتركة على البلدين الشقيقين مسؤولية القيام بها معاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشقيقة السعودية الشقيقة السعودية



GMT 04:50 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

عيون وآذان

GMT 14:09 2019 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

في كل أزمة فتشوا عن... إيران

GMT 15:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

استهداف السعودية بندٌ إيرانيٌّ ثابت

GMT 05:09 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

حتمية الصدام مع إيران

GMT 08:50 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

حوار ظريف: اليمن وحرب الخليج
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen