آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

أوباما فى القاهرة وترامب فى الرياض

اليمن اليوم-

أوباما فى القاهرة وترامب فى الرياض

بقلم/عمرو الشوبكي

خص الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما القاهرة دون غيرها من عواصم العالمين العربى والإسلامى ليقول كلمته الأولى للشعوب الإسلامية من على منبر جامعة القاهرة العريق، وعقب سنوات جورج بوش القاسية، التى انتهت بجرح عراقى غائر لايزال ينزف دما حتى هذه اللحظة، منذ أن غزته القوات الأمريكية فى 2003 وأسقطت نظامه وهدمت دولته الوطنية.


ومرت الأيام وفشلت إدارة أوباما فى حل كثير من الملفات العالقة فى الشرق الأوسط من الاحتلال الإسرائيلى، مرورا بالملف السورى، وانتهاء بالتعامل مع الثورات العربية، وموقفها المراهق من مبارك الذى تحول إسقاطه إلى هدف فى ذاته.

والمؤكد أن ما جرى فى هذه الفترة لا يعكس فقط أو أساسا فشلا للإدارة الأمريكية السابقة، إنما هو أيضا فشل لنا، حين فعلنا عكس ما قامت به كل تجارب الانتقال الديمقراطى فى وضع القواعد القانونية والدستورية قبل بدء التنافس السياسى وسلمت البلد للإخوان دون أى التزامات أو استحقاقات دستورية مسبقة، فوضعوا هم هذه القواعد لتخدم مشروعهم فى التمكين الأبدى للسلطة.

تعثرنا نحن فى تجربتنا عقب ثورة يناير وألقينا كل المسؤولية (وليس جانبا منها) على إدارة أوباما وتدخلها فى شؤوننا الداخلية، وهلل بعضنا للرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب رغم خطابه المتطرف، وقرر الرجل أن تكون محطته الأولى لمخاطبة العالم الإسلامى هى الرياض، مخاطبا الحكام وليس الشعوب، لأن من خاطب الشعوب منذ 8 سنوات فى القاهرة لم ينجح فلم يقنع الشعوب وكرهه الحكام.

رجل أعمال يحمل ثقافة التاجر مثل ترامب «جاب من الآخر»، كما يقال باللهجة المصرية، فتجاهل منذ البداية الأوزان الثقافية والحضارية فى العالم الإسلامى لصالح الوزن الاقتصادى والمالى، كما أنه اعتبر متسقا مع رؤية اليمين القومى المتطرف فى أمريكا وأوروبا التى تقول لا داعى لمخاطبة شعوب العالم الإسلامى، فقد راهنا عليها عقب الثورات العربية ولكنها فشلت وانتهت فى معظمها بخراب واقتتال أهلى وتصدير للإرهاب واللاجئين، واختار الرجل بكل وضوح السعودية لوزنها الإقليمى والاقتصادى ووقّع معها صفقات سلاح قيمتها 100 مليار دولار.

إن فشل رهانات أوباما، التى هلل لها البعض، هو فى جانب منه فشل لنا، فمؤسف أن يتصور البعض أننا لم ندفع ثمن غياب قيمة المشاركة الشعبية والرهان على الشعوب، وتراجع الرهان على مصر كقيمة معنوية وتاريخية أو منصة لمخاطبة العالم الإسلامى، بصرف النظر عن رأينا فى حجم فشل إدارة أوباما.

معاركنا الداخلية وانقسام المجتمع وحروب التخوين والتكفير.. كل ذلك جعل صورة المجتمع المصرى ونظم حكمه شديدة السلبية لدى كثير من عواصم العالم، خاصة بعد أن أُهدرت كثير من أوراق القوة المعنوية والثقافية والسياسية فى بلد الندرة الاقتصادية.

لقد اخترنا أن نفقد كثيرا من أوراقنا السياسية ومن قوتنا الناعمة ونعلقها على شماعة أوباما ونحن نعلم علم اليقين أننا لن نكون رقما مهما بين بلاد الوفرة الاقتصادية ولا فى حسابات الرئيس الجديد رجل الأعمال ترامب، ومع ذلك نصر على أن نهدر ما تبقى من إرثنا الثقافى والسياسى.

قمة ترامب فى الرياض مهمة للسعودية وللعالم العربى، وحضورنا فى كل الأحوال مطلوب، إلا أننا بالتأكيد لو كنا نجحنا فى مسارنا الإصلاحى، سواء من داخل نظام مبارك أو عقب ثورة يناير، لكنا اليوم فى وضع اقتصادى وسياسى يسمح لنا بأن نعقد أى قمة أمريكية تخص العالم العربى على أرضنا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما فى القاهرة وترامب فى الرياض أوباما فى القاهرة وترامب فى الرياض



GMT 08:43 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

عيون وآذان (أخبار مهمة أضعها أمام القارئ)

GMT 05:03 2019 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أميركا ـ إسرائيل: انبعاث الخرافيّ

GMT 00:02 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الحضور الروسى فى الشرق الأوسط ..معناه وأهدافه

GMT 05:28 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلمة فى الكونجرس!

GMT 08:14 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بأى حال جئت يا نوفمبر الأمريكى؟!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen