آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

بين عالمين

اليمن اليوم-

بين عالمين

بقلم : عمرو الشوبكي

خلفت حادثة معهد الأورام الإرهابية 20 شهيدًا وتركت صورًا مأساوية وقصصا ومآسى إنسانية تابعها الناس بألم، كما خلف حفل المطربة الأمريكية جنيفر لوبيز التى جرت بعد الحادث بأيام قليلة صورًا مبهجة ومنعشة تداولها كثير من الناس بغضب وسخط، ودلت فى النهاية على أننا أمام عالمين مختلفين يعيشان على أرض مصر.يقينًا الاختلاف ليس كله ضارا، وكل من يتصور أنه يريد أن يضع الجميع فى نمط معيشة واحد يختفى منه رواد حفل العلمين وإخوتها مخطئ خطأ جسيما، وهناك من هو مشكلته ترجع فقط إلى إنه لا يستطيع شراء تذكرة الحفل وإذا استطاع وربنا فتح عليه بالمال والجاه فإنه سيمارس استعلاء طبقيًا على الغلابة أكثر مائة مرة من أهل العلمين، كما أن هناك من هاجم بقسوة الحفل لأن لديه عقدة من حضور النساء فى المجال العام سواء كانوا وزيرات أم غفيرات، وانتشرت صورة الوزيرات اللاتى حضرن الحفل بشكل لافت حتى تصور الكثيرون ومنهم كاتب السطور أنهن فقط من حضروا الحفل من أعضاء الحكومة وفى الحقيقة كان هناك وزراء رجال حضروا أيضًا الحفل.ومع ذلك ظل هناك تيار واسع آخر لا تراه الدولة رفض إلغاء الحفل المحدد موعده قبل الحادثة الإجرامية بفترة، ويقبل التنوع المجتمعى والثقافى ويتفهم أن فى أى مجتمع هناك فروقات طبقية ترجع للكفاءة والتعليم والقدرة على الإنجاز والإبداع، وليس بسبب الفهلوة والنصب وشغل الثلاث ورقات، وهؤلاء (ونحن معهم) رفضوا حضور 6 وزراء من الحكومة حفلًا غنائيًا راقصًا، وكأن ضحايا الإرهاب قبل عده أيام كانوا فى بلد آخر وليس فى محيط معهد الأورام فى قلب العاصمة المصرية. أعرف أن هناك تيارًا يرى أنه يجب أن ترسل الدولة رسائل للإرهابيين تقول إنهم لن يوقفوا حياتنا، ولن نخضع لابتزازهم ونتركهم ينكدون على الجميع، وإن الرئيس استمر فى المشاركة فى حفل مع أسر الشهداء فى عيد الفطر الماضى لتأكيد نفس الرسالة، رغم عملية العريش الإرهابية فجر نفس اليوم، وأن رسالة الوزراء كانت فى نفس هذا الاتجاه.نعم الحياة يجب أن تسير ولا يجب أن يوقف الإرهابيون حياتنا بكل تنوعاتها، إلا أن الإحساس بكل ضحايا العنف والإرهاب بالتضامن معهم بصور مختلفة فرض عين على الجميع حكاما ومحكومين، وأن علينا أن نعى أن هناك أزمة حقيقية أراها عميقة (ولا تراها الدولة كذلك) فى التواصل مع الشعب فى «الحلوة والمرة»، وإن تراجع صور التضامن مع الناس فى مصائبهم فى ظل قيود مفروضة على مبادرات المجتمع الأهلى، يجعل الدولة مطالبة بالقيام بكل المهام وأبرزها التضامن مع الناس فى محنتهم لا أن يبدو الأمر وكأن الحكومة تحتفل فى العلمين.حضور الوزراء حفل العلمين كان خطأ كبيرًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين عالمين بين عالمين



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen