آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الزعيم (2-2)

اليمن اليوم-

الزعيم 22

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

مخطئ مَن يتصور أن حِسبة عادل إمام الأساسية هى السلطة، تأييدا أو نفاقا، إنما هى بالتأكيد الجمهور والنجاح التجارى، وهى أمور جعلت عينيه منذ البداية على رضا الجمهور العريض والشعبية الجارفة العابرة للعصور والنظم المختلفة.

لا يمكن اعتبار عادل إمام فنان سلطة إنما هو قام بمواءمات مع السلطة، لأن موهبته أكبر من أى سلطة وأى نظام، والمساحة التى استهدفها هى الجمهور الواسع وليس النخبة الضيقة، ولكى يصل لهذا الجمهور كان لابد أن يوازن أموره مع السلطة.

والحقيقة أن كل المواهب الكبرى فى تاريخ مصر المعاصر لم تبتعد كثيرا عما قام به عادل إمام، فأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وكبار مطربينا غنوا للملك وعبدالناصر، وعبدالحليم حافظ كان مطرب ثورة يوليو والحقبة الناصرية وفى نفس الوقت أيد السادات وغنى له «عاش اللى قال».

وقد يرى البعض أن هناك فنانين كبارا ومواهب كثيرة ظلت مغمورة، وعاشت وماتت ولم يعرفها إلا قليلون بسبب معارضتهم السلطة، وهم بذلك موقفهم أكثر نبلا من الفنانين الكبار الذين «مشّوا حالهم» مع النظم الحاكمة ليصلوا لهذا الجمهور العريض.

ولهذا الرأى وجاهة أخلاقية، ولكنه لا يعنى أن هؤلاء الفنانين الكبار لم يكونوا بلا مواهب عظيمة مثل حالة عادل إمام وغيره من رموز قوة مصر الناعمة (المنهارة حاليا).

والحقيقة أن أعمال عادل إمام كثيرة ومتنوعة، فكثير منها كان متقنا فنيا، ولكنه وصل لقطاع عريض من الجماهير، وتقبله قطاع يعتد به من النخب المثقفة، وهى معادلة لم ينجح فى تحقيقها إلا القليلون، وهو فى النهاية مثّل بديلا شعبيا محترما أمام موجة أفلام منحطة عرفتها مصر طوال العقود الثلاثة الماضية، كما أنه حمل رسالة سياسية واضحة، فلديه موقف رافض جذريا تيارات الإسلام السياسى بكل تفرعاتها، كما أنه يعارض وينتقد بشكل ساخر التيارات الثورية واليسارية، ولايزال الكثيرون يتذكرون حواره الساخر مع العائلة الشيوعية فى فيلم «السفارة فى العمارة».

ويكفى أن فيلم «طيور الظلام» قد وصل لقطاع واسع من المصريين، وحقق مثل معظم أفلامه نجاحا ساحقا، وفى نفس الوقت حمل الرسالة الأهم فى مواجهة ظاهرة الإسلام السياسى، بالتركيز على هذا التداخل بين جناحى السلطة فى ذلك الوقت، أى سلطة الفساد والإخوان، كما أن فيلم «الحريف» لمحمد خان كان عبقريا من الناحية الفنية وحقق نجاحا جماهيريا واسعا.

يحسب لعادل إمام أنه اتخذ موقفا شجاعا من الإرهاب الذى ضرب مصر فى السبعينيات والثمانينيات حين كان ضحاياه كبار رجال الدولة (رفعت المحجوب) وكبار المثقفين (فرج فودة) ولم يخف الرجل ولم يوائم أموره فى وقت كان فيه خطر الإرهاب يطول الجميع.

عادل إمام فنان جماهيرى بالمعنى الواسع للكلمة وليس فنان سلطة، وهنا تكون حساباته معقدة عن أى «فنان طليعى أو ثورى»، تقف حساباته عند حدود بضعة آلاف من أنصاره، ويتوقف تأثيره عند حدود الانتفاضات الشعبية ويختفى أو يتراجع بعدها.

عادل إمام ليس بلا موقف سياسى حتى لو كان لا يناطح السلطة من موقع المعارض، وحتى لو اختلفنا مع بعض تصريحاته غير المبررة فى تأييد السلطة، إنما هو بالتأكيد دافع عن العدالة فى كثير من أفلامه، ورفض سلطة الفساد، ودافع عن القضية الفلسطينية ووقف ضد الإرهاب، وتذكّر مؤخرا حين نسى كثيرون الجريمة الإرهابية التى شهدها حى الكرادة فى بغداد، ونشرت بعض الصحف العربية ما قاله على حسابه فى الفيسبوك:

«عندما تذهب عائلة كاملة إلى التسوق وتستشهد ولا ترجع!! وعندما يستشهد أكثر من 200 شخص من تفجير بالعراق ولا أحد يتكلم، فاعلم أن الإنسانية قد اختفت».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم 22 الزعيم 22



GMT 05:24 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 13:23 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

الساحل الشمالى

GMT 12:11 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

حوار الدوران الحر

GMT 07:34 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

المسار السياسي

GMT 09:39 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الحقبة العثمانية
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen